منصة قلب إفريقيا الإخبارية

كتب الصادق سمل ..التسامح سفينة نوح لاهل السودان

القاهرة:قلب افريقيا

طالما قيل ان التسامح مع الجرائم السياسية في بلدنا السودان هو السبب الرئيسي لضياع الحقوق و هو الذي يدفع و يغري المنتهكين بالاستمرار و التمادي في اجرامهم و انتهاكهم لحقنا في الحياة الأفضل .

بحثت في كل تاريخنا السياسي عن فعل حقيقي للتسامح قمنا به كسودانيين و تم بناءً عليه التأسيس لعملية سياسية اتخذت من التسامح قاعدة لحل التعقيدات السياسية و خفض تهديدها للسلام المجتمعي فلم أجد بإستثناء تجربة اتفاقية التعايش و السلام المجتمعي فيما عرفت بإتفاقية سلام ابيي بين ابونا الناظر دينق مجوك و ابونا الناظر بابو نمر .

ما يدعو للدهشه و الاستغراب كيف أننا نُحّمٍل مسؤلية الفشل لفعل لم نقم به اصلا في تاريخنا ، هذا التاريخ الذي لم يكن إلا انعاكاسا للصراع السياسي و الايدلوجي المقيت و المهلك و المميت .

بالضرورة لا أعني بالتسامح مبدأ ( عفا الله عما سلف ) و لا ادعو إليه و إنما أعني ذلك الفعل السياسي الواعي و الممنهج الذي يحدد المسؤوليات و يسمي المنتهكين و يعريهم أمام الإنسانية و التاريخ وتكون لديه القدرة علي المسآءلة و المحاسبه و وضع كافة القوانين التي تحيد جهاز العنف و تتحكم فيه و تمنعه من تكرار الجرائم مستقبلا. أعني ذلك الفعل الذي يبحث في قيمنا عن معاني و ادوات الإنصاف و تحقيق العدالة لمخاطبة انتهاكات الماضي و كسب المستقبل مع الوضع في الاعتبار كامل منظور الناس لما تعنيه مدلولات العدالة و الإنصاف وفقا لما وقع عليهم من انتهاك، و للقيم الثقافيه و الاجتماعيه و التي يحددون من خلالها معاني هذا العدل و الإنصاف .

طالما آمنت و سأظل اؤمن بأن التسامح وفقا لهذه المعاني هو ما نحتاجه في بلادنا و بأنه هو بمثابة (سفينة نوح) لأهل السودان و انه جسر للوصول و النجاة .

اقدر اختلاف الآخرين مع هذه الاراء و لكن و بصدق هذا هو ما أملك و ما اؤمن به و ما يمكن ان أقدمه للناس فأنا اريد ان اكون صوتا لداخلي و طالما جمعني طريق الحياة مع من يري خيرا في مثل هذه القيم فلا بأس من ان نسير فيه معا .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *