منصة قلب إفريقيا الإخبارية

تسامح السودان ينطلق من القاهرة

كتب :عمر عشاري

قبل ما تختار طريقك
ابقي واثق من رفيقك
وامسك الجمرة البتبرق
بين رمادك
وبين حريقك
مين رفيقك؟! .

اغنية لنانسي عجاج ، اجتمعت فيها كل الحكمة في هذا المقطع .

خصوصا ان الحياة تغيرت وأصبحت أصعب ، والطريق اصبح يتصيد المسير بالفخاخ ، ما عاد سالكا ، والحرب تحرضه على الأقدام وخطواتها ، فيستجيب بهمة جاعلا من التقدم الى الأمام امر يكاد يكون مستحيلا .

الحلول في بلاد لاتعرفها ، في اعتقادي يجب ان يستعين عليها الناس بالشراكات الذكية ، ولكن اهم من الذكاء ، الأمانة والإطمئنان ومشتركات التفكير ، والالتقاء في حجج الضمير ، وان يكون ظهرك مؤمنا ، بشبكة من الايادي الرفيقة والحماية والسداد .

خرجنا في ظروف بالغة السوء ، نحو المجهول تماما ، وحظوظ عاثرة جعلت الاستثمار بما في اليد قبل النزاع المسلح بشهور فأتينا معدمين كالملايين من السودانيين ، ولكننا من شعب يصبر على المحن بجلد وعزيمة والفرج معقود على العمل ، والعمل دافعه الأمل ، وما أصعب العيش لولا فسحة الأمل .

اذكر في ظل تلك الظروف القاتمة ، وكل شئ متعثر ، والحديث عن الأصدقاء والرفاق ، لم نلجأ لأحد ولكن بادر الأخ العزيز محمد مصطفى وهو زميل عمل سابق بدال وزوج الصديقة رشا ابو العائلة ، بادروا بتفقد احوالنا مع مجموعة من الأصدقاء الاخرين ، وحملونا على كفوف الراحة حال وصولنا لاسوان وحتى دخولنا للقاهرة بكرم عجيب ، وحين اتى وقت السداد ، قالو السداد من رب العباد .

جلسنا بعدها بشهور نفكر في رتينة كمشروع ، فما توصلنا لصيغة معقولة من الاتفاق ولكن رغم عدم وصولنا لاتفاق ، الا ان تجربة الحديث معهم أظهرت لي صفات بالغة الاحترام ، ووجدتهم في التقدير وافساح الحرية للاخر ، والتفهم والرقي نسيج وحده من الناس !! .

طيب والصادق سمل !!.

هو الصادق كما عرفمتموه ، سمحا في المصائب ، صبور على الاتراح ، طلق المحيا في الافراح
حكيم ومستقيم مترفع على توافه الامور وعموما هو رجل يحملك بهدوء على احترامه وهو ايضا زميل سابق في دال ، ولكننا نحمل صداقة الوظيفة والمصيبة والمواقف المشتركة الى مستوى اخر من الشراكة والرفقة العملية .

قررت قبل ان اختار طريقي ان اثق حقا في رفاقي .

واجتمعنا انا ورشا ابو العائلة والصادق سمل في شراكة متساوية حول مشروع مركز للتدريب كانت تلك فكرة رشا مدعومة من زوجها وانا والصادق راقت لنا الفكرة وسنحملها بما توافر لدينا من خبرة عملية طويلة الى سماء التطوير باذن الله .

وجدنا ان هناك حوجة حقيقية للعمل في التدريب والتطوير ورفع القدرات عبر التنسيق وتوفير المدربين المقتدرين ومساحات التدريب المبدعة ، وبدأنا ذلك من الصفر عبر تمويل يثق في قدراتنا وطريقتنا في التفكير .

اسابيع قليلة ويخرج الى العلن مركز التسامح للتدريب وتطوير القدرات والمهارات .

عدد من المشروعات التدريبية ستكون مجانية منطلقين من مسؤوليتنا الأخلاقية تجاه بلادنا التي نحب والسودانيين الذين نفخر بالانتماء اليهم .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *