منصة قلب إفريقيا الإخبارية

 ماذا ينتظر المواطن من الجمهورية الخامسة في تشاد

كتب :محمد داؤود عبدالرحمن

بعد أن تم إلغاء مشروع التفكير في بناء مدينة جديدة من قبل وزارة استصلاح الأراضي والتمدن والإسكان بتاريخ ٥ سبتمبر الجاري، نلاحظ من خلال التعليقات على الصحف والجرائد والمواقع الإخبارية الإلكترونية أن الغالبية العظمى من الشعب التشادي كان ضد هذه الفكرة منذ بدايتها .

لأن كل واحد منا يعتقد أن هذا المشروع ليس من مصلحة الدولة أو المواطن في الوقت الراهن ، وأن مثل هذه المشاريع الضخمة لن تؤدي إلا لتراكم الديون  على البلاد .

وستظل هذه القروض إلى المدى الطويل مما يؤثر على النظام العقاري التقليدي للدولة وتغييره الى نظام ربوي حديث ، حتى تكون هنالك أزمة في إرتفاع أسعار العقارات ، بحيث لا يستطيع الإنسان البسيط شراء منزل في مثل هذه المناطق السكنية . 

فدائماً نلاحظ أن مخططي ومديري مثل هذه المشاريع الضخمة في البلاد لا يعرفون كيفية تنفيذ مثل هذه المشاريع وغالباً ما تنهار عاجلا أم آجلا بسبب التلاعب بالتكاليف المالية أو بالجدول الزمني و التخطيط المعماري للمشروع .

ان طرح مثل هذا المشروع للرأي العام لمناقشته يعتبر فكرة جيدة وذكية من قبل اللجنة بهدف معرفة آراء المواطنين حول هذا المشروع قبل تنفيذه والذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ البلاد وهذا مما يساعد الجهة المعنية على الاستطلاع على الرأي العام ومساعدتها على إتخاذ القرارات اللازمة قبل تنفيذ المشروع .

فمثلاً إذا أردنا أن نبدأ في نهضة البلاد علينا أن نعلم تماما أن هناك أولويات أخرى مهمة نحن في أشد الحاجة إليها أكثر من بناء مدينة جديدة . بدلاً أن نفكر  في مثل هذه المشاريع الضخمة لماذا لم ننزل إلى الشارع بأنفسنا ونطرح أسألة للمواطنين حتى نستمع لرؤياهم ومطالبهم الأساسية ؟.

  هل سألنا أنفسنا ولو للحظة ماذا يحتاجه المواطنون من الجمهورية الخامسة في تشاد ؟ وماهي العوامل اللازمة التي تتخذها الحكومة لتحقيق هذه الأهداف؟ .

أنصح اللجنة التي أتت بفكرة هذا المشروع والبرلمانيون ومستشاري الدولة أن ينزلوا بأنفسهم إلى الشارع التشادي لأنهم من يمثلون الشعب والدولة معاً وأن يقوموا بدراسة جدوى ميدانية عن ماذا يحتاجه الشعب التشادي المسكين في وقتنا الحاضر ؟ .

 وكذلك ماهي المشاكل التي تواجه المواطنين ؟ حيث يقوموا بطرح أسئلة عشوائية بسيطة على المواطنين في الشارع ، من خلال هذه الإجابات التي يستنتجونها سوف يتم تقييمها وتدوينها على شكل بيانات إحصائية ، وبعد هذا التقييم سوف يتم إنشاء مشاريع جديدة على حسب رغبات ومتطلبات الشعب وتقديمها إلى الجهات المعنية ذات السلطة الوطنيّة والتنفيذية .

بصفتي كمواطن بسيط حيث قمت بطرح سؤالًا واحدًا فقط للشارع التشادي. ماهي متطلباتكم من الجمهورية الخامسة؟ فكانت الإجابات كالآتي :

١/ حل مشكلة  المياه والكهرباء والانترنت وخفض الأسعار الى أسعار رمزيّة معقولة.

٢/  حل مشكلة وعورة الطرق والمجاري المائية وتحسين المواصلات العامة.

٣/ حل مشكلة غلاء المعيشة . المواطن بيقول:(عايزين نأكل نشبع بس ما دايرين شيء تاني) .

٤/  حل مشكلة الرعاية الصحية وتوفر الأطباء والآت الطبية الحديثة.

٥/ توفير الإمكانيات التعليمية الأساسية لسير العمل التعليمي .

٦/ توفير الأمن والأمان في العاصمة بصفة خاصة والبلاد بصفة عامة. حيث نلاحظه في الأونة الأخيرة كثرت العصابات المحلية كسرقة الدراجات النارية وخطف التلفونات وطعن أصحابها بالسكاكين.

٧/ حل مشكلة البطالة المرتفعة لدى الشباب بنسبة عالية العازب بيقول :(عايزين نشتغل بوقرنا ده بس ومافيش عمل كبرنا وعجزنا وما قادرين نتزوج).

٨/ توفير الرقابة الإدارية.

٩/ حل مشكلة الباعوض التي تسبب أمراض الملاريا وغيرها. المواطن بيقول: ( الباعوضة كملتنا نحنا وإيالنا من بعد صلاة المغرب نحن في السنغي الله لا يعذبنا مرتين)

١٠/  المساواة بين الناس في القانون والوظائف الحكومية .

١١/ القضاء على الفساد الإداري ( الرشوة وإختلاس الأموال العامة).

١٢/ حل مشكلة السيول والفيضانات على العاصمة ومقبرة لاماجي. المواطن بيقول: ( الألمي أكلانا عايشين في البوطة بمركباتنا حتى أمواتنا ما نجو منها).

١٣/ زيادة رواتب الموظفين. الموظف بيقول : ( اليوم بس أخدت الراتب وخلاص إنتهى حياتي كلها أصبحت ديون ).

١٤/ إعطاء الفرص للمستثمرين الأجانب لإنشاء مشاريع استثمارية ضخمة في البلاد كالمصانع والمشاريع الزراعية وغيرها.

وهناك كثير من المشاكل المتعلقة بهذا الموضوع والتي لم يتم ذكرها في هذا المقال علماً أن هذا المقال عبارة عن دراسة تمهيدية فقط لمعرفة إحتياجات المواطنين وليس بحثاً كاملاً. وأيضاً نلاحظ من خلال هذه الدراسة البسيطة أن متطلبات الشعب التشادي كلّها عبارة عن متطلبات أساسية بسيطة إذا ما  تمت مقارنتها بمتطلبات الشعوب الأخرى .

و في الحقيقة هذه لا تعتبر متطلبات وإنما هي عبارة عن حقوق من حقوق الفرد على الدولة. فمثلا إذا نظرنا الى القوانين الخاصة بحقوق المواطنة فنجد كل هذه القضايا ذكرت في دستور البلاد .

وإذا تطرقنا النظر إلى البرامج الانتخابية لكل الأحزاب السياسية في العالم قبل الانتخابات الرئاسية حيث نلاحظ أن كل رئيس حزب يقوم بعرض برامجه الإنتخابية بحيث يتاءم مع توجهات الناخبين وحاجاتهم.

ومع الظروف والمعطيات الموضوعية لمجتمع ما في زمن ما. وبعد الفوز بالإنتخابات يقوم بتنفيذ هذا البرنامج من خلال الفترة الرئاسية حتى يتمكن من كسب ثقة الجمهور له وإعادة ترشيحه لفترة انتخابية ثانية .

ختاماً أريد أن أذكركم أيها القراء بأن هنالك حقوق مشتركة بين الحاكم والرعية كان من الواجب تأديتها، وهذه الحقوق قد فرضها الله على العباد، وقد بين أمير المؤمنين (عليه السلام) في كثير من خطبة هذه الحقوق، ومن تلك الخطب التي وضح فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) حق الرعية والراعي قوله (عليه السلام): (أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حَقّاً ولَكُمْ عَلَيَّ حَقٌّ، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَيَّ فَالنَّصِيحَةُ لَكُمْ، وتَوْفِيرُ فَيْئِكُمْ عَلَيْكُمْ، وتَعْلِيمُكُمْ كَيْلَا تَجْهَلُوا وتَأْدِيبُكُمْ كَيْمَا تَعْلَمُوا، وأَمَّا حَقِّي عَلَيْكُمْ فَالْوَفَاءُ بِالْبَيْعَةِ، والنَّصِيحَةُ فِي الْمَشْهَدِ والْمَغِيبِ، والإِجَابَةُ حِينَ أَدْعُوكُمْ والطَّاعَةُ حِينَ آمُرُكُمْ).

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *