منصة قلب إفريقيا الإخبارية

سواكن .. قصة مدينة سكنها الإهمال

سواكن :منازل نمر

بمجرد أن يسمع الشخص كلمة سواكن يتبادر إلى ذهنه تلك المدينة التاريخية القديمة والتي لازالت صامدة تستقبل السفن والبواخر وقد تتوقع أنها بها كل مقومات المدينة لجهة أنها واجهة بحرية من واجهات البلاد ومنطلقا لنقل ضيوف الرحمن ومواشي الهدي إلا أنك اذا دخلتها ستتفاجا بالخراب الذي يخيم عليها وفقر الخدمات الذي فرخ فيها
هكذا كان حالنا عندما وصلناها ضمن وفد صحفي قدم إليها من مدينة بورتسودان عاصمة البحر الاحمر .

فقد وجدنا مدينة غير التي رسمناها في الأذهان ورأينا منطقة قبرت وهي حية ربما نادت من قبل لاحيائها إلا أن صوتها لم يسمع الا من قبل البحر الذي يجود عليها بالاسماك ويداعب مراكب أهلها الذين جعلوه موردا لكسب الدخل .

سيكون يومك أسودا إذا أصبت بوعكة طارئة في سواكن لانك لأن تجد سيارة إسعاف واحدة تأخذك إلى حاضرة الولاية بورتسودان حتى في المستشفى الكبير الوحيد في المدينة وستتفاجا اذا طلب منك فحص البول لانك لن تجد مرحاضا في ذلك المشفى الذي ربما استحق الاسم بسبب اللافتة المكتوبة على البناية .

الدواء فهو مايمكننا أن نطلق عليه الشيء النادر ..لاتستغرب نعم كل ذلك في ميناء يستقبل عمال البواخر الأجانب فضلا عن الركاب السودانيين .


المدرسة الحكومية في سواكن لاتقل سوءا في حالها عن المستشفى فاسقف الفصول مثقوبة في أماكن متعددة وهنالك نقص كبير في الاجلاس لدرجة أن بعض الطلاب والطالبات يجلسون على الأرض وإذا كان الحال هكذا في مكان مثل هذه المدينة التاريخية الهامة فكيف باريافها التي ربما لاتذكر الا في الأوراق الثبوتية .


حال سواكن لم يعجب الادارات الأهلية فجٱرت بالشكوى للاعلام باعتباره سلطة رابعة وجسرا بين الشعب والمسؤولين فحملت الشكوى صوت لوم للمسؤولين الكبار في الدولة فحواه عدم زيارتهم لها وتفقدهم لأهلها ولكن قبل أن يتوجهوا بلومهم لقيادات البلاد كان عليهم أن يبحثوا عن حقوقهم في المسؤولية الاجتماعية من الشركات والمؤسسات العاملة في الميناء وهو مايفرض تساؤلا هل يدركون هذا الحق أم أنه ذهب لجيوب البعض وهم لا يعلمون .


الرحلة إلى المدينة التاريخية كانت مزيجا من الحزن والفرح . فرح بالجو الجميل والمناظر الخلابة والترحاب الكبير من الأهالي وحزن على إهمال طال واجهة للبلاد ارتبطت بحضارات كبيرة منذ مملكة سبأ عرف قدرها السابقون وعقها المتاخرون.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *