منصة قلب إفريقيا الإخبارية

الصحفي السوداني معاوية محمد علي يكتب: وصول سفينة مساعدات مصرية لميناء بورتسودان ماذا يعني؟

القاهرة :قلب افريقيا

لا أنكر حيرتي وإستغرابي الشديد لمحبة غالب أهل السودان للشقيقة مصر لدرجة التغني بها في قصائدهم الغنائية وتواشيحهم وحتى عبر دوزنات الصوفية .

لا أنكر أنني كنت مثل كثيرين ارى مصر كأي دولة من دول الجوار .. وما ظننت غير إنها دولة تتعالى علينا ولا تنظر إلينا إلا من برج علي .

 يكون قلمي في قمة نشاطه عندما ينبري للرد على أحد إعلامييها لمجرد ذكر بلادنا بما لا يسر فنكيل له من الكيل كيلين دون ان ندري أن ما نكتبه ليس مجرد رد على إعلامي وإنما تطاول على دولة وشعب، ما عرفنا قيمه وقامته وقيمته إلا عند نشوب الحرب اللعينة التي طالت بلادنا.

أعترف اليوم إن الحيرة والإستغراب رحلتا من محياي بعد أن بزغ نجم الحقيقة في سماي ، حقيقة أن نيران الحرب التي قضت على أخضرنا ويابسنا ، كشفت لنا عن معدن مصر الأصيل وشعبها الشهم النبيل،  وعن دور مصر العظيم في مواساتنا وتضميد جراحاتنا وسعيها الدؤوب لتحقيق السلام في ربوع بلادنا الحبيبة.

أكدت مصر إنها الكبيرة وأنها أم الدنيا وأبوها وأن السودانيين لم ولن يجدوا غير مصر في محنتهم .

اقول ذلك ليس من باب عاطفة أو تأثير لحظي بموقف .. وما اعظم مواقف مصر حكومة وشعبا مع قضايا الأمة ومع السودان على وجه الخصوص.

اقول ذلك واقعا معاشا وبورتسودان تحتضن اليوم أكبر سفينة على جوفها كل أشكال وأنواع وأوزان المساعدات الإنسانية، مساعدات في جوهرها رسالة فحواها الإحساس بمعاناة الشعب، وفحواها مقاسمة اللقمة والدواء والكساء .

وما أعظمه وأنبله من إحساس ، لا يصدر إلا من حاكم عظيم وشعب فخيم كريم، لم يكتف بإستقبال ملايين السودانيين على أرضه ولسان حاله (أدخلوها بسلام آمنين) فزاد ذلك وجاد بما يؤكد أن الكبير كبير وأن مصر هي قلب الأمة النابض بالخير وأنها رغم التحديات التي تواجهها لم تتنازل عن دورها الكبير ولم تتخل عن الجار الشقيق في محنته.

أقول ذلك ومصر تفتح ذراعيها وقلبها الكبير قبل أبوابها بالمواساة والترحاب للسودانيين الفارين إليها من جحيم الحرب ، فمنحتهم الفرصة تلو الفرصة لتوفيق أوضاعهم ، تقاسمت معهم حتى الإبتسامة.

وهناك على طاولات المفاوضات والمؤتمرات والمبادرات في جنيف وغيرها ينبري وزير خارجيتها للدفاع عن السودان ودولته وهو يرفض التدخلات الخارجية في شؤونها، مساندا جيش البلاد ومؤسسات الدولة.

وهناك في القاعات المغلقة تصل مصر الليل بالنهار في إجتماعات متواصلة مع كل من له سهم يمكن أن يحقق السلام، فأستضافت وزراء خارجية دول وسفراء ومبعوثين ووفود سياسية من أجل عودة الإستقرار والسلام للأمان للبلاد دون أن تكون لها أجندة غير وحدة السودان وسلامة أراضيه والمحافظة على مؤسسات دولته.

فأي دولة فعلت ذلك غير مصر؟ ولا دولة فعلت ولا دولة ألمحت للفعل، فالحقيقة المرة تقول إن كل الدول التي تدخلت في المشكل السوداني تدخلت بأجندة يدثرها الطمع، ووفق مصالحها وإن تضاربت مع مصالح بلادنا.

والحقيقة المرة تقول إن معظم الدول التي لجأ إليها السودانيين بحثا عن أمان أوصدت أبوابها وأتبعت ذلك بإجراءات تعسفية جعلت من الدخول إليها ضربا من ضروب المستحيل، وحتى الذين دخلوا اليها كان لسان حالهم (الدانة ولا الإهانة) في إشارة لقبولهم بالرجوع إلي الديار والعيش تحت رحمة الدانات ودوي المدافع ولا العيش في دولة تمتهن كرامتهم،  وللأسف من هذه الدول من كنا نحسبها جارة وشقيقة وفيها من كان رعاياها يسرحون ويمرحون في بلادنا بالملايين قاسمناهم حتى أنفاسنا.

انها مصر ،  الدولة الوحيدة يا كرام ، وحدها من كانت على الموعد ووحدها من مدت لنا الأيادي البيضاء من غير سوء، أياد ممدودة بكل الخير ومعاني الأخوة الحقة والجوار النخوي.

فشكرا مصر،  شعبا كريما مضيافا جسد كل معاني ديننا الحنيف في نجدة الملهوف وكرم الضيافة وحسن العزاء والمواساة.

شكرا فخامة رئيس جمهورية مصر العربية  ،زعيم الأمة عبد الفتاح السيسي وانت تنير لنا ضوءا في نفق الحرب المظلم.

شكرا دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وانت تجسد (إن شكى عضو في جسد الأمة تداعت له مصر بالسهر والحمى).

شكرا وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي وانت تنافح عن السودان والسودانيين في المحافل الإقليمية والدولية.

شكرا سفير جمهورية مصر العربية لدى السودان هاني سلامة وانت تهدي السودانيين غصن زيتون بيد وتبنى جسور المحبة والسلام بيدك الأخرى.

شكرا لكل مصري ومصرية على كل كلمة طيبة وعلى كل موقف أصيل نبيل.

و…..

وتحيا مصر.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *