منصة قلب إفريقيا الإخبارية

الكاتب التشادي عبدالباسط ادم محمد ..ماذا وراء دعم امريكا لافريقيا في الامم امتحدة

انجمينا :قلب افريقيا

دعم الولايات المتحدة الامريكية لافريقيا من اجل الحصول علي مقعدين دائمين في مجلس الامن هو امر تاريخي مهم جدا.

وبصراحة لن ينسي الشباب الافريقي هذا الموقف من بلاد العم سام.

ولا اعتقد ان احد من الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الامن ( روسيا ، الصين، المملكة المتحدة ، فرنسا بالاضافة إلي إمريكا) سوف يتجرأ علي الاعتراض باستخدام حق النقد او ما يسمي بحق الفيتو.

والحق يقال ان عضوية دائمة في مجلس الامن مهمة جدا لكن من غير حق الاعتراض او الفيتو ستظل عضوية شكلية.

عموما نحن كافارقة نقدر ونثمن هذا الموقف الامريكي و ان كنت شخصيا اعتقد ان الدول الكبري لن تبادر باي خطوة مهمة مثل هذه من غير حسابات دقيقة وضمان مصالحها الذاتية أولًا.

و اعتقد ان الدول الغربية عموما اصبحت تعي تماما تصاعد الوعي بين الشباب والقادة الافارقة ونزعتهم للاستقلال الحقيقي والبحث عن مصالح الشعوب الافريقية … فلولا ارتفاع الاصوات الوطنية الافريقانية Africanism والتحررية لما طفت هذه الافكار الي السطح و لما تم اعتبارها في الدوائر والكواليس.

وقد يري البعض ان مثل هكذا موقف ما هو الا محاولة للالتفاف والتخفيف من وتيرة عدوي الافريكانيسم وتحجيمها قبل ان تصيب الجميع ، فالسعي الدؤوب نحو الاستقلال والتحرر من هيمنة الدول الغربية وجعلها علي راس الاولويات سيؤدي حتما الي المزيد والمزيد من التباعد بين الدول الغربية(خاصة الاستعمارية ) والافريقية كما حصل اخيرا في الساحل الافريقي بانهاء الوجود العسكري الاوربي والامريكي من بعض الدول الافريقية.

اكثر ما تخشاه الدول الغربية هو التقارب الافريقي الروسي وكذلك الافريقي الصيني واسوء سيناريو لهذا الامر هو ان ينتهي بميلاد محور مواز يضم روسيا والصين مع بعض الدول الافريقية والتحررية في العالم وسيشكل ذلك نهاية للهيمنة الاقتصادية الاجتماعية والعسكرية الغربية للعالم.

علي العموم يجب ان نفهم ان هذا السناريو بحد ذاته غير مشرق ولا يوجد شخص عاقل يسعي الي المزيد من الصراعات والنزاعات بين الدول الكبيرة لان الدول الصغيرة ستشكل ميادين لهذا الصراع وستكون شعوبها هي الضحية الاولي لو لم تكن الوحيدة … لذلك فانه من مصلحة الجميع الحفاظ علي عالم امن ومستقر يسوده السلام والانسجام وان يسعي الجميع الي التعايش والتعاون شرقًا او غربًا او أفارقة بغض النظر عن التباين في المصالح والثقافات والمعتقدات وان يكون التنافس شريفا تحكمه الاخلاق الانسانية والمنطق القويم ،فما يجمعنا هو اكثر مما يفرقنا لاننا بشر نعيش في عالم واحد يحتاج كل منا الي السلام والأمان والاستقرار والعيش بكرامة.

والاجدر هو التوافق علي اقل قدر ممكن من الضوابط الاخلاقية والانسانية والانحياز الى الحقيقة والعدالة ومحاربة الظلم والفقر والمرض والارهاب اينما حل دون اجندة او اطماع.

ويجب البدء في اصلاح أنظمة الأمم المتحدة الحالية بشكل كامل واعادة النظر في أمر حق الفيتو

وكما يقال ان غياب العدالة هو اساس انهيار الدول … فان الامر سينطبق ايضا علي مؤسسة عريقة ومهمة مثل منظمة الامم المتحدة.

ومن هنا تنبع اهمية هذه الخطوة الامريكية في دعم افريقيا من اجل الحصول علي مقعدين دائمين في الامم المتحدة رغم انها غير كافية.

ولا يزال الشباب الافريقي يتوقع المزيد من العم سام.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *