منصة قلب إفريقيا الإخبارية

مهرجان العيون بموريتانيا ..ميزان الربح والخسارة

كتب :سلطان البان

مدير الأمن السابق في موريتانيا الجنرال المتقاعد مسغارو اغويزي ونجله المختار, قادران على إقامة مهرجانات سنوية بحسب بعض المصادر المحلية التي تقول أن الجنرال المتقاعد يملك ثروة كبيرة نصفها في القطاع العقاري.

 كما أن نجله المختار الذي عرفه الموريتانيون عبر نشاط في المجال الجمعوي كان قد صرّح في مقابلة أجريت معه أن الانشطة الخيرية التي تقوم بها منظمته ذات مصادر شخصية ولا تعتمد على التبرعات كما هو دأب المنظمات الخيرية .

كان ذلك قبل أن يتخلى عن النشاط الخيري وينخرط في المجال السياسي/ الترفيهي (المهرجانات الثقافة)، رغم أوجه التباين بين النشاطين, افتتح الشاب المختار اغويزي مهرجان لعيون للثقافة والتراث في نسخته الأولى والثانية واليوم يختتم النسخة الثالثة في تاريخ هذا المهرجان .

من ناحية التنظيم والمشاركة الفنية والحضور الجماهيري, سجل النشاط الترفيهي تفاعلا كبيرا, وتميّز بتغطية و مواكبة من رواد وسائل التواصل الاجتماعي على المستوى المحلي, حضر المهرجان شخصيات سياسية وأخرى حكومية أبرزها وزير الثقافة الحسين ولد مد, وعدد من الوجوه الاخرى التي حضرت بالوكالة .

 تتحدث بعض التقديرات الغير رسمية عن تكلفة اجمالية تقارب نصف المليار أوقية، لكن السؤال المهم: ماهي الاسباب الرئيسية وراء استثمار الشاب في مهرجان ثقافي؟ هل كل ما نراه من انفاق وجهد من أجل سواد عيون المواطنين أم هناك عوائد يمكن جنيها من المهرجانات؟

نحاول في هذا المقال أن نعالج هذه الجزئية بطريقة موضوعية ومحايدة بعيدا عن التضارب الحاصل اليوم على وسائط الاتصال بين المعارضين والمؤيدين لمثل هذه الانشطة, وسنبدأ بالمزايا التي يمكن أن يضيفها نشاط المهرجانات.

لاشك أن الاقتصاديين يتفقون معي, في الأثر الاقتصادي الذي سيخلّفه هذا المهرجان على السّكان المحليين والمدينة بشكل عام، بما في ذلك الإيرادات المحلية، زيادة السياحة، والتأثير على القطاعات المختلفة، كما يساعد بشكل يسير في فهم توقعات واحتياجات الجمهور وضمان تقديم تجارب جديدة تسهم في فهم تفاعلات الجمهور .

أما من ناحية الانعكاسات أبرزها، غياب الرسالة الثقافية المحلية والنزوح عن التراث الوطني والثقافة المحلية, وهذا بطبيعة الحال يناقض عنوان المهرجان. خلو المهرجان من طابع ابتكاري وإبداعي بعيدا عن الوميض وتكنولوجيا الإضافة والتصوير، فقرات المهرجان متكررة ومألوفة: سباق الحيوانات، وجبات تقليدية، زيارات ميدانية دون عنوان، وغناء، ومداخلات يعتبر الثناء قاسمها المشترك، وختاماً توزيع جوائز دون فهم معايير الفوز ودون الحاجة لرأي الجمهور(طبعا هذا لا ينقص من أهلية الفائزين للتشجيع والتكريم).

إن أقرب قراءة مالية تقديرية في المتوسط يمكن أن نرصد بها حجم الإطار المالي, الذي حرّك هذا المهرجان، هو وصول عدد الوافدين لمدينة العيون، إلى 1000 زائر على الأقل، نعتبر أن كل فرد سينفق 100 ألف أوقية قديمة (أقل تقدير), بهذا التصور يصبح مجموع الانفاق، 100 ملايين أوقية قديمة، وهذا رقم كبير .

 وزارة الثقافة ترصد جزء كبير من ميزانيتها السنوية لدعم المهرجانات الوطنية، كان آخر دعم قامت به؛ 10 ملايين أوقية لمهرجان ثقافي عادي جدا في إحدى المدن، نتساءل عن الرقم المالي الذي قدّمته وزارة الثقافة لهذا المهرجان؟

تساهم مؤسسات وشركات اتصالات وغيرها ايضاً، في دعم المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية، بمبالغ مالية متفاوتة حسب حجم النفوذ، يذكر أيضاً أن بعض الخواص، اصحاب العطايا، الذين على اتصال دائم وعلاقات وطيدة بمدير الأمن السابق، قدموا دعماً ماليا سخيًا في النسخ السابقة، وحضرت العزة بنت الشيخ أياه شخصيا لفعاليات المهرجان، بينما إكتفت هذا العام بارسال افراد العائلة تعبيرا عن دعمها المعنوي والمادي .

إذا نحن أمام فروع متعددة لموارد مالية كبيرة كبيرة، فضلا عن امكانية توسيع هذه الدائرة لتشمل الكثير من الهيئات والمؤسسات غير الوطنية التي ترصد أموالا لمثل هذه الانشطة، هذه الاموال يكفي نصفها، للقيام بثورة اقتصادية وتنموية في الولاية .

 كما يمكن أن تقيم 3 قرى كاملة حسب دراسة قمت بها سابقا عن تكلفة تشييد قرية بلواخ من طرف غيث صاحب برنامج “قلبي اطمأن ،وهنا يمكن القول من منظور اقتصادي أن المهرجان عبارة عن مشروع اقتصادي متكامل يدر أموالا طائلة، كما يمكن أن يخفي في ثناياه الكثير المعلومات التي توضح مستوى التفاوت الاقتصادي وحجم الأموال الجديدة التي تدور في النظام المالي الموريتاني بكل مرونة.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *