منصة قلب إفريقيا الإخبارية

ماذا استفادت موريتانيا من اتفاقية الهجرة الجديدة مع اسبانيا

كتب :سلطان البان

بعد زيارة رئيس الحكومة الاسبانية لموريتانيا في إطار اتفاقية الهجرة الجديدة, تحدث النّظام الموريتاني بمعية الوفد الاسباني عن تسهيلات جديدة تقدّمها الحكومة الاسبانية, للموريتانيين الراغبين في الهجرة الشرعية (الموسمية) إلى المملكة الإسبانية .

وتغنّت أقلام النّظام بكثير من الإطناب عن هذه الاتفاقية, وعوائدها الواعدة للموريتانيين, وذلك نظرا لما تقدّمه نواكشوط من خدمات في المقابل .

أولا: تحرس موريتانيا حدود اسبانيا من خلال دوريات مكثفة تقوم بها قواتنا الأمنية المختلفة, بالتنسيق مع خفر السواحل الاسباني، لصد الهجرة عن الجزيرة.

 ثانيا: انشاء مراكز استقبال(توطين) لكل من اعترضته الدوريات الاسبانية أو الموريتانية في عرض المحيط، وإعادته إلى نواكشوط، لتتكفل نواكشوط، بتقديم لهم خدمات الرعاية والتعليم، والاندماج، أو الترحيل إن اقتضت الضرورة.

ناهيكم عن اتفاقيات اقتصادية أخرى لها أوّل وليس لها آخر,  تستفيد منها اسبانيا بملايين الدولارات وبدلاً من أن تردّ المملكة الإسبانية الجميل كما هو متوّقع, انقلبت الموازين .

اسبانيا استحقرت مواطنينا، سواء برفض التأشيرات، التي كان آخرها، رفض تأشيرة زيارة للعزة بنت الشيخ أياه, التي تقدمت بطلب منذ فترة قصيرة للحصول على تأشيرة زيارة الأسبانيا, فبعثت السفارة الاسبانية رسالة, تستفسر مصدر الأموال الموجودة في Relevé du compte التي كان بها مبلغا ملفتا.

 تساءلت السفارة، ان كانت المعنيّة تمارس أعمالا تجارية، أو مديرة لمؤسسات وطنية، ولكنها أجابت بأنها، “شيخة روحانية” ما كان من السفارة الاسبانية، إلا رفض التأشيرة، و ان كانت السفارة الاسبانية قد رفضت تأشيرة زيارة لشخصية بحجم العزة .

هذا يعني أن مستوى الرفض لتأشيرات البُسطاء بلغ مستوًا عاليًا، وكما يعلم الجميع لا تعيد السفارة الاسبانية الرسوم التي يدفع المتقدم, مما يعني جني ملايين مملينة من أموال المعدمين والمترفين دون مقابل.

لا يقتصر التعامل السيء الذي تقوم به السلطات الاسبانية اتجاه المواطنين الموريتانيين، على رفض التأشيرات وحسب, بل إنّ السلطات الاسبانية في مطار Las Palmas, اتخذت اجراءات تصعيدية استحقارية, خاصة بالموريتانيين دون سواهم .

الموريتانيون يتم رصّهم في صفوف خاصة بعد عزّلهم من الركاب, لتبدأ عملية تدقيق وتفتيش في الحجزات سواء، فنادق، أو عيادات طبية، في حال لم يكن المسافر الموريتاني، يملك أموالا و أوصالا تثبت دفعه الأموال في الحجزات الفندقية والتذاكر ذهبا وعودة, يتم إرجاعه فوراً، دون منحه فرصة للحديث حتى ولو كان لديه ظرفا صحيا استثنائيا .

يحدث كل ذلك وسط  تشدّق حكومة بيدرو سانشيز بمنح موريتانيا تسهيلات بخصوص السّفر، ومع وجود القنصلية الموريتانية في الجزيرة، التي تديرها بنت أوفاه, وهي واحدة من المتسللات خلسة لسلك الديبلوماسية التي لا تقدّم أي خدمة، سوى التسكّع على شاطئ لاس كانتيراس .

 لم ترسل حتى رسالة للخارجية الموريتانية تبلغها عن هذه الممارسات السيئة في حق مواطنينا، رغم الأموال التي يضخونها في الجزيرة المترفة, والتي باتت اليوم واحدة من أغنى الجزر في أوروبا بسبب عدد الوافدين الموريتانيين الذين يزوّدون اقتصادها بالعملة الصعبة بشكل سنوي منتظم .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *