منصة قلب إفريقيا الإخبارية

انطلقت اليوم ..انتخابات الجزائر هل حسمت مسبقا

كتب :سلطان البان

توجه أكثر من 24 مليون ناخب جزائري، اليوم السبت، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد للبلاد, من بين ثلاثة مترشحين هم: الرئيس الحالي عبد المجيد تبون 78عاماً والصحفي السابق رئيس جبهة القوى الاشتراكية يوسف عويشيش ورئيس حركة مجتمع السلم ذات التوجه الإسلامي عبد العالي حساني شريف.

 وشهدت الجزائر حملة رئاسية غير اعتيادية تميّزت بولادة مبكرة صدر تاريخ قرارها يوم 21 مارس/آذار عل لسان رئيس الدولة عبد المجيد تبون، ليتم إجراء انتخابات مبكرة في شهر سبتمبر/أيلول الجاري، في حين كان من المقرر إجراء التصويت في ديسمبر/كانون الأول بعد انتهاء الأجل الدستوري لولاية الرئيس تبون الأولى.

 قرار تأجيل الانتخابات الرئاسية في الجزائر أثار موجة من التساؤلات لكونه جاء مفاجئا للكثيرين فلربما هو خطوة استباقية لضمان حصول الرئيس المنتهية ولايته على ولاية ثانية, لكن تبون كان قد وضّح أجوبة لتلك التساؤلات، حيث قدم تبريرات من بينها “إن القرار استند إلى اعتبارات فنية بحتة.” و “الجزائريون لم يعتادوا على التصويت في شهر ديسمبر,  بينما في شهر سبتمبر، بعد العطلة الصيفية، سيكونون أكثر استعدادًا” كانت تلكم أبرز التبريرات التي دافع بها الرئيس تبون عن قرار تعجيل الانتخابات الرئاسية الجاري حصادها اليوم السبت 7 سبتمبر 2024، منذ انتهاء الحملة الانتخابية في الرابع من سبتمبر الجاري وكل المؤشرات تؤكد أن الرئيس تبون سيحسم الفوز في الجولة الأولى .

عبد المجيد تبون الراغب في استكمال تنفيذ مشروعه الذي يطلق عليه “الجزائر الجديدة” لولاية ثانية، اعتبر أن ولايته الأولى واجهت تحديات أبرزها جائحة كوفيد-19 واعتمدت سياساته بشكل عام تعزيز صادرات البلاد من الطاقة وتنفيذ إصلاحات مؤيدة للأعمال التجارية مع الحفاظ على الدعم السخي وعدم ترك مساحة للمعارضين السياسيين لتثبيط تلك الجهود, خصوصا أن تبون كان قد انتخب لأول مرة في 12 ديسمبر 2019 بعد اقتراع تأثر كثيرا بنجاح القوى السياسية المعارضة والمجتمع المدني في إحداث قطيعة انتخابية واسعة أنذاك.

اليوم يتوعد في إطار برنامجه الانتخابي أن يواصل مشروعه الطموح الذي سيضع الجزائر في مكانتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي طالما كانت مطلبا شعبيا، وقد أنجز تبون الكثير في هذا الاتجاه حيث اعتمد سياسة اقتصادية مكنت من تحقيق احتياطيات النقد الأجنبي بما يقارب 70 مليار دولار, و خفضت أرقام البطالة إلى أدنى مستوياتها، وأصبحت الجزائر اليوم قوة بفضل الجهود التي بذلها الرئيس تبون، بل استعاد الجزائريون الأمل والثقة .

 وفي ظل هذه الظروف المشجعة، لا يوجد أدنى سبب في عدم دعم تبون كما يردد الكثير من الجزائريين, خاصة أن ترشيحه يحظى بدعم كافة القوى والجهات التي يتكون منها النظام السياسي الجزائري من : الجيش، البرلمان، اصحاب التوجه الاسلامي، النقابات، أرباب العمل وهذا التكتل المؤسساتي والسياسي لا يدع مجالا للشك في إعادة انتخاب تبون هذا المساء.

تتميز الجزائر بأنها دولة تولي اهتماما كبيرا لسيادتها, لدرجة ما يشبه الإغلاق التام, مما يصعب التعامل مع مواضيع عديدة بسبب شح المعلومات وغياب التصريحات الميدانية, التي تمكن الصحافة والمهتمين من الوصول إلى المواطنين وطرح استفساراتهم حول انطباعاتهم عن المأمورية الأولى ومدى تأثيرها على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين .

 كما أن المرشحين المنافسين للرئيس تبون لم يتطرقوا لانتقاده أو الإشكال على برنامجه السياسي خصوصا في ظل الحديث عن النجاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي قام بها في المأمورية الأولى، بل يكتفي كل مرشح بالحديث عن برنامجه السياسي دون اللجوء إلى انتقاد الخصم القوي، كما  ألفنا في الانتخابات الرئاسية في افريقيا ودول الجوار على وجه الخصوص .

 هذا ما تمت ملاحظته بعد عرض سياسي انتخابي في إطار الحملة الانتخابية قام به كل من المرشحين زعيم الحزب الإسلامي عبد العالي حساني الشريف، وزعيم جبهة القوى الاشتراكية، يوسف عوشيش، عندما عقدا اجتماعات سياسية، والتقيا بالمواطنين، وطرحا برامجهما السياسية دون انتقاد خصمهم الرئيسي، وتصرف المتنافسان بهدوء وكأن عبد المجيد تبون مرشح انتخابي مثلهما وليس رئيس دولة في منصبه يترشح لولاية ثانية .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *