منصة قلب إفريقيا الإخبارية

كتب الدكتور حقار محمد احمد : انجمينا .. هذه هي خلفية التسمية

انجمينا :قلب افريقيا

انجمينا العاصمة التشادية أقيمت في القرية الكوتوكائية العربية التي تاسست في القرن الثامن عشر الميلادي على الدفة الشرقية لنهر  شاري تحت مسمى الكاسري وجزء منها في الجهة الغربية من نهر شاري وهو مدينة كوساري الكمرونية على بعد ٧٠٠ متر من انجمينا العاصمة اليوم .

وفي  ٢٢ أبريل ١٩٠٠م دارت معركة كوساري بين المقاومة العربية الإسلامية بقيادة رابح فضل الله والقوات الفرنسية الغازية بقيادة الضابط الفرنسي فرنسوا جوزيف اماديه فورو لامي ( François Joseph Amédée Foureau Lamy) وبهذا التأريخ استشهد رابح وقتل فرنسوا جوزيف فورو لأمي .

 و في يوم ٢٩ مايو ١٩٠٠م وصل  الاداري والمستعمر الفرنسي اميل جونتي (Émile gentil) إلى الموقع الحالي لمدينة انجمينا العاصمة في الدفة  الشرقية لنهر شاري قادما من كوساري بعد ٧ ايام من مقتل فرنسوا  جوزيف فورو لامي .

وأنشأ اميل جونتي في القرية مركزا اداريا وغير اسمها إلى فور لامي (Fort lamy )تيمنا باسم الضابط الفرنسي المقتول فرنسوا جوزيف فورو لامي   مع تصحيف اسم الضابط الفرنسي عمدا من فورو(Foureau Lamy )   إلى فور  لامي( Fort lamy) لأن عبارة فور بالفرنسية تعني القلعة وتعني ايضا القوة التي لا تقهر والصمود واميل انتهى لتو من  المعركة التي خسر  فيها المسلمون في كوساري امام القوات الفرنسية .

على أبناء تشاد اليوم الإنتباه لهذا التصحيف الخطير معنويا خصوصا الذين يقولون اليوم نحن أبناء فورلامي( Lamy Fotain) وبما انه لا يوجد شخص فرنسي واحد  يحمل اسم فورلامي فعلى  الذين ينسبون أنفسهم إلى الضابط الفرنسي تصحيح هذا التصحيف المقصود من فورلاميين إلى فورولاميين( من   Lamy– Fortaîn إلى  Lamy Foureautain) وبعد اعلان  جمهورية تشاد في ٢٨ نوفمبر عام ١٩٥٨م وسن اول دستور لتشاد في عام ١٩٥٩ تم النص على ان عاصمة جمهورية تشاد هي مدينة فورلامي .

 وفي عام ١٩٧٣ قام اول رئيس لجمهورية تشاد فرنسوا تامبالباي بتغيير اسماء كل المدن والشخصيات العامة التي تحمل اسماء فرنسيا فبدأ بنفسه من فرنسوا تامبالباي إلى انقارتا تامبالباي وأرشامبول تصبح سار و فورلامي سماها انجمينا والعبارة أصلها من المثل العربي القديم جدا ( انجم الفرس) اي استجمع قواه بعد النصب وتامبالباي قصد ( طردنا فرنسا وارتحينا ) .

هذا ألمشروع الوطني ألسيادي النبيل مهد لموته على يد فرنسا في يوم ١٣ أبريل عام ١٩٧٥م و مات من اجل السيادة الوطنية و مصلحة  المواطن التشادي ولكن لم يبك عليه احد من التشاديين إلا أسرته الصغيرة لغياب الوعي السياسي والإعلام الهادف ومراكز بحثية لتحليل الأوضاع العامة وعلاقات تشاد مع الجمهورية الفرنسية .

كان من المفترض أن تفهم الأمة التشادية تلك اللفتة الوطنية التحررية السيادية  من قبل الرئيس تكون كفارة له من الخطيئة التي وقع فيها انقارتا تامبالباي في عام ١٩٦٣م عندما حل الأحزاب السياسية و الانزلق  بدولة الأمة إلى دولة عشيرة سارا ماجينقاي .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *