لندن :قلب افريقيا
أجرت تشاد انتخاباتها الرئاسية التي طال انتظارها أمس الاثنين بعد ثلاث سنوات من الحكم العسكري في عهد الرئيس الانتقالي محمد ديبي إتنو، وهي الانتخابات الرئاسية التي يقول سكّان السّماء والأرض فيها أن الفوز من نصيب الجنرال الحاكم بفترة انتقالية. ورغم ذلك يتنافس المتنافسون ال 10 على كرسيّها الرئاسي، و بينهم امرأة، تم تسجيل أكثر من 8 ملايين شخص للتصويت، في بلد يحجز مكانا متقدما على قائمة أفقر دول العالم.
ولم تشهد الدولة المصدرة للنفط و التي يبلغ عدد سكانها حوالي 17 مليون نسمة انتقالاً حراً وعادلاً للسلطة منذ استقلالها في عام 1960 بعد عقود من الحكم الاستعماري الفرنسي. والتي بدأ السلطة فيها بوصاية فرنسية مكنت “فرانسوا تومبالباي” من مقاليد الحكم كأول رئيس للبلاد لتبدأ حلقة طويلة لا متناهية من الصراع على السلطة بعد مقتل “تومبالباي” عام 1975 إثر انقلاب قاده “فيلكس ملوم” وإلى يوم الله هذا مازل التمرد والعنف والاقتتال يحول دون انتقال سلمي للسلطة بين الفرقاء والخصوم السياسيين.
انتخابات رئاسية مهمة جدا تريد الدولة الوسط افريقية من خلالها أن ترسم ملامح حكمها في الخمس سنوات القادمة, وينتظر الطّيف الاقليمي والدولي ملامح الشراكة الخارجية التشادية ما بعد الانتخابات الرئاسية لفهم مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا حول آخر معقل لهما في منطقة الساحل بعد سلسلة الانقلابات العسكرية التي وقعت في كب من بوركينا فاسو ومالي والنيجر خلال السنوات القليلة الماضية, والتي قام على إثرها قادة المجالس العسكرية الانتقالية الحاكمة في الدول الثلاث بطرد القوات الفرنسية تمهيدا لطرد الامريكيين بعدهم ولجأت بعدها إلى روسيا وذراعها الفاغنري للحصول على المساعدة الأمنية الكافية ولم تغيّر من واقعهم الأمني والنهضوي بل ذهب مسؤولون في مالي إلى أبعد من ذلك حين وجّهوا اتهامات لفرنسا تتعلق بالأمن و الاستقرار.
About The Author
