منصة قلب إفريقيا الإخبارية

هل نصب بن زايد فخاً دبلوماسياً للبرهان؟

لا شك أن هذه المحادثة الهاتفية بين البرهان ومحمد بن زايد تمت في إطار وساطة للتقريب بين السودان والإمارات وغير مستبعد أن تلك الوساطة قد تمت بإيعاز من الإمارات عبر الرئيس الإثيوبي. ومن المرجح ان المحاولة فشلت أو بالأحرى أجهضت إما بشكل متعمد أو نتيجة لخطاً بروتوكولي.

لفهم ملابسات هذه المكالمة الغريبة من المهم معرفة التقاليد الدبلوماسية المتبعة في التواصل الهاتفي بين الرؤساء.

أولاً المكالمات بين الرؤساء تتم داخل إطار بروتوكولي محكم يبداً بالتواصل بين مكتبي الرئيسين وتبادل المعلومات حول الموضوعات التي سيتم التطرق لها ويقوم المستشارون بإحاطة الرئيسين بكل التفاصيل المتعلقة بهذه الموضوعات ونصحهما بخصوص ما يجب أن يقال وما لا يجب أن يقال. وتزداد درجة تعقيد هذه الطقوس البروتوكولية إذا كانت العلاقة بين الدولتين متوترة.

المحادثات الهاتفية بين الرؤساء نادراً ما تشتمل على تبادل معلومات أو اتهامات بل الهدف منها في الغالب هو استخدام الثقل الرئاسي للتأكيد على موقف أو سياسة معينة أو تحقيق تقدم في ملف محدد. أما عدا ذلك فيتم عبر قنوات أخرى.

لا يتم في الغالب الإشارة للطرف المبادر بالمحادثة وإنما تستخدم عبارات محايدة مثل “في اتصال هاتفي بين الرئيسن”.. ولايتم نشر محتوى المحادثة بصورة تفصيلية وإنما بشكل عام وعبر لغة دبلوماسية مبهمة من شاكلة “الاتفاق على تعزيز علاقات التعاون.. أو التبادل الاقتصادي.. وغير ذلك.

بالنظر لمارشح من ملابسات هناك عدة ملاحظات:

عدم نشر الخبر في حينه من قبل أجهزة الإعلام السودانية يوحي بوجود اتفاق مسبق بين الطرفين على ذلك.

صياغة الخبر من الجانب الإماراتي فيه تناقض ظاهر. فبينما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن البرهان اتصل بمحمد بن زايد، فإن الخبر لا يورد كلمة واحدة مما قاله البرهان فلا يعقل أن البرهان اتصل ليستمع لمحمد بن زايد وهو يؤكد دعمه للسلام في السودان ثم يشكره على ذلك.

الإعلان المتأخر للخبر في الأعلام الرسمي السوداني وكشف محتوى حديث البرهان بهذه الصورة المخالفة للأعراف الدبلوماسية يؤكد أن ذلك تم كرد فعل غاضب من مسلك الإمارات.

فهل الإعلان عن المكالمة من قبل الإمارات كان القصد منه إحراج البرهان؟ أم أنه تم من قبل طرف في الدولة الإماراتية معارض للتهدئة مع السودان؟

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *