منصة قلب إفريقيا الإخبارية

فنان بجاوي يرمي بحجر في بركة الحرب السودانية

بورتسودان :قلب افريقيا

الفنان البجاوي يحى ادروب الذي لطالما صدح صوته في انحاء السودان في المناسبات المباشرة او على اثير الاذاعة موحدا وجدان الشعب بفن الفته القلوب لم يطب له البقاء في منزله بعد ان بترت رجله نتيجة حادثة وهو يرى خطاب الكراهية قد ارتفع بمثل ما ارتفعت الادخنة نتيجة القتال في مدن الفاشر والخرطوم وبابنوسة والدلنج التي احبها جميعا فقرر الصعود على عجلته التي يستخدمها ذوى الاحتياجات الخاصة ميمما وجهه تجاه نادي البجاء في بورتسودان الواقعة على البحر الاحمر ليعلن من هناك مبادرة يلحق بها ماتبقت من لحمة السودانيين ويحفز بها المثقفين والفنانين على تسخير ملكاتهم والاتهم من اجل السلام وفي مخيلته الكفية التي مات بها ثلاثة من اعضاء فرقته خلال الحرب الجارية من منتصف ابريل من العام الماضي .

يحى الذي اهتم بجمع التراث السوداني وتوثيقه كان رغم الامه يتابع كيف صمتت اصوات الموسيقى والايقاعات في السودان بعد ان غطى زخم الحرب سماوات البلاد وتبدلت الاصوات لتصبح مزيجا من الرصاص وانين الجراحات والماتم ، ولكنه اثر ان يكون لمدينة بورتسودان التي احتضنت المهجرين قسريا من المواطنين الذين خرجوا من ولايتي الخرطوم والجزيرة ومعهم قيادات الحكومة لها كلمة غير الحرب وان تكون منطلقا لاعلاء صوت السلام عبر الاعمال الثقافية فجمع في نادي البجا الدكتور محمد ادم ترنيم الذي ينحدر من دارفور وله دكتوراة في الموسيقى البجاوية ثم فنان الشرق الكبير محمد البدري الذي تعدت سمعته الحدود الى الجارة اريتيريا التي تغنى فيها مرارا واشهر حضوره فيها في يومها الوطني ثم توج قائمة الحضور في مبادرته بحضور وزير الاعلام الخبير في الفلكلور والثراث والسياحة في السودان الدكتور جراهام عبدالقادر .

كاميرات القنوات الفضائية المحلية والدولية كانت حضورا في الليلة لعها تجد اجابة لتساؤلات البعض عن جدوى الفعالية الثقافية في ظل التحشيد للقتال وتوثق هذا العمل الذي يعد بمثابة القاء حجر ضخم في بركة الواقع الحزين وطريق مغايير لطريق الغاء الاخر بالتسامح معه واحتوائه عوضا عن قتله وافنائه ، ليصبح حضور الوزير ومعه رموز الفن والثقافة والسياحة في ولاية البحر الاحمر دليلا على اهمية الفن من اجل السلام وتاكيدا على عدم تعارض مسار الثقافة السلمية مع المساعي الساسية للاستقرار وتحقيق الامن ، وتاكيدا على دور الفن في توحيد الشعوب صعد الفنان محمد البدري ليصدح باجمل الاغنيات بعدة لغات لاهل شرق السودان منها لغة البني عامر .

الخبير في الموسيقى الدكتور ترنيم جسد وحدة السودان لكونه من اقليم دارفور غرب السودان وله دكتوراة في الموسيقى البجاوية المنتشرة في ولايات شرق السودان والدول المجاورة ، وقال عندما صعد المنصة مخاطبة الجمهور في مبادرة الاستاذ يحى ادروب انه لحن 3 اعمال وطنية ورفض ان يلحن اي عمل وطني بعد ذلك وتابع رفضت لانني وجدت ان الاغاني الوطنية يتم استدعاؤها في السودان فقط عندما تحل الكوارث في البلاد ، وان هنالك جيل كامل بات بعيدا عن الوطنية ، كاشفا ان اطلاق حملة لاحياء التراث السوداني خلال الفترة المقبلة ، مبينا انه اهتم بالتراث منذ الصغر لانه نشا في بيئة مليىة بالتنوع الثقافي والعرقي .

يحى ادروب صاحب مبادرة الثقافة من اجل السلام اصطحب معه ابنه كابلي الناشط في وسائل التواصل الاجتماعي في مجال التعايش السلمي والعمل الطوعي ويبدو انه تشرب الهم الوطني من واله الذي طاف كل بقاع السودان بخارطته قبل انفصال الجنوب ، ولم تمضي لحظات بعد بداية البرنامج حتى قدمت زوجة الفنان يحي الى نادي البجا ليهب اليها عدد كبير من الحضور وبينهم سيدات لالقاء التحية وكانها لم تكن اما لكابلي فقط وانما لمواطني الشرق كما بينت المناسبة الروابط القوية بين اهل السودان ممثلين في مواطني الشرق .

الوزير جراهام الذي كان يرصد مايدور حوله من مشاعر وتنوع ثقافي جميل قال وهو يخاطب الحضور ان السودان مهما حدث فيه ويحدث فان ذلك عارضة ظرفية ستنتهي لان تلاقي السودانيين حول القيم اقوى والموسيقى هي من القيم ، مشيرا الى ان المعاني والمضامين والايقاعات تحرك وجداننا جميعا واردف السودانيين كلهم يهون زي الجلابية والتوب والصديري وكل اهل البلاد يعتزون بهذا الزي مختتما بقوله هذه الفنون جميعا تعزز قوة الانسان السوداني في كل البقاع .

صاحب المبادرة الثقافية يحي ادروب اختتم البرنامج بالة العود ليتغني بلغة المحس ولغة البجا والنوبة في جبال النوبة ثم عرج على موسيقى غرب السودان ولم ينسى ان يتغنى باغنية قصيرة لاهل الجزيرة وسط البلاد وتخطى الحدود الى دولة جنوب السودان متغنيا بلغات القبائل هناك في مقاطع ومستذكرا كيف كان قادة جنوب السودان ومنهم سلفاكير الذي هو رئيس الجمهورية يتفقدون الفنانين والفرق الموسيقية ، ووجه ندائه للفنانين بمختلف مجالاتهم لاعلاء قيمة السلام والدعوة لوقف الحرب .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *