منصة قلب إفريقيا الإخبارية

سلطان البان يكتب ..مساعي الاتحاد الافريقي في ليبيا الى اين

لندن :قلب افريقيا

يعتزم رئيس الاتحاد الافريقي الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ضعضعة المدلهمات التي تعصف بالقارة الافريقية، وبناء جسور التواصل بين الأطراف المتصارعة، لاسيما في ليبيا، الملف الليبي واحدا من الملفات الملحة على لائحة أولويات رئيس الاتحاد الافريقي الذي تعهد في مأموريته القارية بحلحلة هذا الإشكال السياسي و تنظيم انتخابات رئاسية في ليبيا تفضي عن حكومة موحدة تجمع شمل الدولة المنهكة وتلملم جراح شعبها، و التي انقسمت إلى شطرين متنافرين.

ضالة الانتخابات الرئاسية الليبية هي الحلقة المفقودة لحل أزمة الصراع والتي يضعها رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة شرطا يتيما بعد صياغة دستور ليبي متفق عليه، الصراع الليبي محصورا في مجموعات سياسية متمسكة بالسلطة ويغذيها نزاع تقاسم الثروة.

رئيس الاتحاد الافريقي محمد ولد الشيخ اصطحب وفده المكون من الغزواني من التشادي موسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والكونغولي دينيس ساسو نجيسو رئيس اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي. بشأن ليبيا، وحطّوا الرحال في ليبيا للقاء أطراف الصراع، وناقشت الأطراف خلال جلساتها القصيرة ورقة الميثاق الذي يحاول الاتحاد الافريقي عرضه على الأطراف الليبية.

وفي الوقت نفسه، تعيين ممثلي المعسكرين الذين يمكنهم التفاوض و المصادقة على خارطة الطريق في أديس أبابا. لكن أحلام الغزواني ووفده يبدو أنها تبددت بعد جس نبض الأطراف التي تخطط للبقاء في السلطة بحجة انتظار صياغة دستور جديد للبلاد يطلب مدة أدناها خمس سنوات فضلا على عمل كل طرف لمستقبله السياسي والاقتصادي بعيدا عن الآخر .

بالتالي سيكتفي الاتحاد الافريقي بمزيد من الاستعراض السياسي والاجتماعات في مقر الاتحاد الأفريقي بدلاً من مؤتمر أديس أبابا الذي بات تحت دائرة التأجيل إلى شهر فبراير 2025.

بينما ينتظر الشعب الليبي أن يعيش تحت راية سلطة واحدة، تستمر الأطراف السياسية المتموقعة في الشرق والغرب بالتشبث بالسلطة، ويساهم المجتمع الدولي في دعم هذا الانقسام بشكل أو بآخر، حيث يعترف بطرف دون الآخر، لكنه يتعامل معهما بنفس القدر الذي لا يجعل لاعترافه قيمة، و في نفس الوقت يمكن القول أن ليبيا تعايشت مع قيادة نظامين سياسيين منفصلين.

العاصمة طرابلس تقودها مليشيات عسكرية، يشكل قادتها السلطة مع رئيس الوزراء الدبيبة، وفي المنطقة الشرقية والجنوبية هناك حليف الروس الجنرال خليفة حفتر، ويعتبر نظامه السياسي أسري يستمد قوّته من المال والسلاح والدعم الروسي، الطرفان ناجحان حتى الآن في قيادة سفينة السلطة بمحركين منفصلين، لاسيما أن أن هذه السلطة تحركها أبعاد جهاتية واجتماعية محلية فضلا أن المجتمع الدولي يدرك حجم التعقيدات على الأرض، بالتالي يعتبر الوضع الحالي أفضل من لا شيء.

 منذ سقوط نظام معمر القذافي، الذي قُتل في عام 2011، انشطرت ليبيا وتحولت إلى قطعة بيتزا يسعى الغربيون أخذ جزء منها مستغلين الصراع بين الأشقاء الذي أدى إلى زعزعة استقرار المنطقة ولم ينجح الاتحاد الافريقي حتى الآن في تحقيق مصالحة وطنية في ليبيا ولا ضوء في آخر النّفق، كل ما يقوم به الاتحاد الأفريقي حتى الآن مجرد جولات ومبادرات سياسية الهدف منها تحقيق شرف المحاولة.   

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *