منصة قلب إفريقيا الإخبارية

 الروائية ناهد قرناص تكتب ..وقبل العين أحيانا

بورتسودان :قلب افريقيا

كتب الدكتور عبد الحميد قرناص (اخوي من بعيد اذ بيني وبينه اربعة من الاشقاء بحمد الله و بفضله) ..كتب عن الاغنية المعروفة (الكنداكه ) مقالا ضافيا حكى فيه ان الاغنية (لا اغنية ولا حاجة) وانما هي احدى ايقونات المدائح الصوفية  السودانية في رثاء الشيخ حسب الرسول ود بدر والكلمة التي تصل الى الاذن (الكنداكه) انما هي عبارة عن مقطعين (كان دا ..كان داكا) ..والمقصود الشيخ المتوفي رحمة الله عليه ..وخليفته .

والمتامل في كلمات القصيده سيجد فعلا انها قصيده صوفية بامتياز..ولا علاقه بينها وبين جدتنا النوبية الملكة الكنداكة ..و يقال ان الكنداكه كان لقبا للملكات النوبيات وهو باللغة النوبية (كندي كاقا) ..وكندي هي السكين او السيف ..وكاقا فعل بمعني يمتلك او يحمل ..مما يعني ان الترجمه الحرفية للقب هو (حاملة السيف) ..ذلك انهن كن يقدن المعارك بأنفسهن فلا نامت اعين الجبناء .

الطريف انني قد صادفت في تخوم السوشيال ميديا لقاء تلفزيونيا لاحدى الفتيات السودانيات في احدى القنوات العربية ايام ثورة ديسمبر عندما برز اسم الكنداكه بقوة للعالم ..سألوها عن معنى الكنداكه فاجابت بكل ثقة انها (الرياح القوية التي تكندك الناس) ..والحقيقة انني اعجبت بالاجابة رغم ضلالها ..فالرياح القوية عندنا في الشمال تلسعك بحبات الرمال وتعمل فيك كاعمال السيوف ايام عز الكنداكه نفسها ..فلا عليك يا بنية .

قبل فترة كتبت مقالا عن التغير الذي حدث في غناء البنات وذكرت فيه اغنيه معرفة محبوبة لنفسي وهي اغنيه (الغالي تمر سوق ) وذكرت فيها مقطعا كنت اردده طوال حياتي خطأ وهو (زولا سنونو بروق ..في محكمة زروق ) وقد كنت اعتقد ان الشاعره تعني كاتب محكمة  المحامي مبارك زروق ..فاذا بنفر كريم صححوا لي المعلومة بان المحكمة المقصودة هي  محكمة زانوق ..وزانوق هو الناظر محمد تمساح ناظر عموم دار حامد ومحكمته التي يزنق فيها المتهم عباره عن شجرة كبيرة وسط مدينة بارا المشهورة بكردفان الغره ام خيرا جوه وبره…شفتوا الجمال دا ؟ في تلك اللحظة شكرت الخطأ الذي ارسل لي كم المعلومات الرائعه  هذه وان كان ضميري قد وخزني كيف لم اقم ببعض الابحاث قبل الكتابة..فلكم العتبى يا اصدقاء الحرف والقلم .

قبل اشهر بسيطة..زف لي ابني الاوسط  خبر تخرجه ..فاختلطت المشاعر عندي بين السعادة ..و الاسى الذي تملكني ..ذلك ان الاف الاميال قد باعدت بيني وبينه ..وقد كنت اعد الايام والليالي ليوم تخرجه ..وانا اتخيل الكثير من السيناريوهات ليوم تخرجه الا ذلك الذي حدث بالفعل ..فالحرب والنزوج اخذتنا الى بلاد لم تكن في خاطرنا ..واذا به يتخرج وحيدا ..ولم يكن في وسعي الا رؤية الصور وبعض المقاطع من الفيديو..حين شاركت ابنة اختي (مروة )افكاري ..وقلت لها انني كنت اتمنى ان اكون ضمن حضور حفل التخريج وسماع اسمه يتردد والاغنية في الخلفية

(مناي ليك ما وقف

واتمنيت انا

تكبر تشيل بي ردف

مو لقاط طرف )

اذا بمروة تنفجر ضاحكة وهي تقول انها طوال عمرها كانت تسمع نهاية المقطع (ملوك الطرب) ..الحقيقة انني نسيت حزني في تلك اللحظات وشاركتها الضحك ..اذ ما علاقة ملوك الطرب بتلك الابيات ؟ انهاوايم الله  الاذن التي توردنا موارد التهلكة .

قالها بشار بن برد قديما

(يا قوم اذني لبعض الحي عاشقة ..والاذن تعشق قبل العين احيانا)..يبدو ان الاذن من قديم الزمان (شليقه) ..فهي لا تخطئ في السمع فقط وتبدل الكلمات مكان بعضها البعض ..وانما ايضا تمد رأسها فتعشق قبل العين احيانا..

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *