منصة قلب إفريقيا الإخبارية

سلطان البان يكتب.. الانتخابات في تشاد جدية ام صورية

الخرطوم :قلب افريقيا

يستعد أكثر من 8 ملايين تشادي للتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الاثنين المقبل لاختيار رئيس لبلادهم من بين 10 مرشحين في الانتخابات الرئاسية التي من المفترض أن تنهي فترة انتقالية مطاطية بدأت في أبريل 2021 بعد وفاة الرئيس إدريس ديبي إتنو الذي أغتيل غرب البلاد خلال هجوم شنه متمردون.

يأمل التشاديون بعد نجاح عملية الاقتراع أن يختاروا السلطة المحلية المنتخبة من جمعية وطنية و مجلس شيوخ والتي لم يحدد النّظام بعد موعدا لانتخاباتها المحلية, وفقا للدستور الجديد الذي يرسم معالم الحكم ومن بين أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية والذي يعتبر أن فوزه مسألة وقت هو الجنرال محمد إدريس ديبى إتنو الذي حكم والده تشاد لأكثر من 30 عاماً، و تولى الابن محمد قيادة بلاده بدفع من جنرالات الجيش التشادي و إعاز فرنسي. 

ويسعى الجنرال و المرشح الرئاسي إلى الخروج من حكم بواسطة البزّة العسكرية والنياشين والأوسمة إلى الحكم من خلال انتخابات صورية، بعد ثلاث سنوات قضاها في المرحلة الانتقالية التي تخللتها أحداث دموية كان أكثرها  بشاعة اغتيال زعيم المعارضة البارز و رئيس الحزب الاشتراكي يحي ديول مع آخرين.

عندما ينجح ديبى الابن في إضفاء الشرعية لسلطته في تشاد عبر باب الانتخابات الرئاسية بعيدا عن المرحلة الانتقالية و من خلال درب دستور جديد لا يرى إشكالات في سرمدية الرئيس في السلطة عبر الترشح لأكثر من مرّة، سيسمح له ذلك بالتحرر من وضعه الانتقالي/العسكري بصفة أكثر أريحية ويصبح قادرا على مواجهة منتقديه الذين يرددون دائما شعارات التوريث. في المقابل أظهرت الحملة الانتخابية طابعا جديا من حيث التنافس السياسي وذلك لما رأينا من حشود عريضة لمرشح المعارضة الجديد و رئيس وزراء محمد ديبى الدكتور ماسارا، الذي رمى لواء المعارضة خلفه بعد توقيع اتفاق كينشاسا الذي سمح له بالعودة من المنفى في نهاية عام 2023، رغم أنه يتهم في أوساط عديدة بأن ترشحه مجرد حالة سياسية مفتعلة لتعويض الفراغ الجدي الذي خلّفه رحيل يحي ديلو.

وحتى لو قلنا أن الدكتور ماسرا جاد في منافسته مع الجنرال صاحب السلطة محمد إدريس ديبى والذي عيّنه رئيسا لوزرائه، فإن محمد إدريس ديبي يتعمد على ائتلاف يضم أكثر من 200 حزب سياسي يقودها حزب الحركة الوطنية للإنقاذ ، وهو متحوّر من الحزب الذي أسسه والده و حكم من خلاله تشاد لأكثر من ثلاثة عقود، فضلا عن الولاء الذي يتمتع به من بضعة آلاف من الجمعيات و منظمات المجتمع المدني النشطة. المؤسسة الدستورية التي يقودها زعماء الحركة الاشتراكية الوطنية ومن ورائها الجيش الذي يفرض وصايته عن بعد. مرشح النّظام ينظر إلى عقارب الساعة بتلهف لإعلان فوزه بالرئاسة، لقد مكنته المكانة التي حظي بها من توفير كل شروط النجاح، فرضية يتيمة قد تشغل تفكيره وهي “جولة ثانية” فإن تحقق ذلك يبقى أيضا مجرد إضافة جديدة في رصيده من حيث الاستدلال بالديمقراطية في تشاد الجديدة في ظل عهد الجنرال محمد إدريس ديبى إتنو. أما بقيّة المرشحين فهم فرقاء سياسيين من بينهم اصحاب اشتراكات سابقة في النّظام مثل المرشح ألبرت باهيمي باداكي، وهو أول رئيس وزراء انتقالي لمحمد إدريس ديبي, لكنه لا يختلف كثيرا عن بقية المرشحين الثمانية الذي هم مجرد ضجيج سياسي/انتخابي سينتهي عند أول عملية اقتراع.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *