منصة قلب إفريقيا الإخبارية

إطار أزواد وجبهة النيجر.. التحالف المثير

كتب :محفوظ ولد السالك

الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي في مالي، والجبهة الوطنية للتحرير الناشطة في النيجر، يبحثان توحيد جهودهما، ووضع ميثاق تعاون مشترك، وذلك في ختام مباحثات استمرت أياما أواخر أغسطس الماضي في تينزواتين .

يشترك الإطاران في مناهضتهما للمجلسين العسكريين الحاكمين في مالي والنيجر، وتأتي خطوتهما بعد إعلان البلدين بالإضافة إلى بوركينا فاسو، تفعيل التعاون الثلاثي العسكري المشترك في إطار تحالف دول الساحل، لمواجهة القوات الأزوادية في تينزواتين .

تنشط الجبهة الوطنية للتحرير – المطالبة أساسا بالإفراج عن الرئيس السابق محمد بازوم – بالتعاون مع مجموعات مسلحة أخرى على حدود النيجر مع كل من مالي، والجزائر، وتشاد، وليبيا، وهذا يعني أن انتشارها أوسع من القوات الأزوادية، ولكنها مستوى تسلحها ضعيف .

وهذا العامل ربما هو الذي دفعها للسعي إلى التعاون مع الإطار الاستراتيجي الأزوادي، خصوصا بعد معارك أواخر يوليو الماضي في تينزواتين ضد الجيش المالي ومجموعة “فاغنر”، والتي أظهرت امتلاك القوات الأزوادية لبعض السلاح، واستفادتها من بعض التدريب والتكوين، اتهمت إزاءه السلطات المالية أوكرانيا بدعمها، وقطعت العلاقات معها، فيما نفت كييف التهم الموجهة لها .

بالمقابل، سيسعى الإطار الأزوادي من التحالف مع الجبهة الوطنية للتحرير، إلى توسيع نشاطه، وتأمين العبور من وإلى بعض الدول المجاورة، وربما البحث عن تحالفات أوسع في المنطقة .

إن تعاون هذين الإطارين قد لا يشكل خطرا كبيرا على الأنظمة الحاكمة في مالي والنيجر و بوركينافاسو، المتحالفة جيوشها، والمدعومة سلطاتها من دول كروسيا، والصين، وتركيا، وإيران ولكنه بالفعل يخلق مستوى من الإرباك ونوعا من التشويش، خصوصا إذا لقي دعما من الخارج .

وكل ذلك يؤشر على أن منطقة الساحل مقبلة على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، تتداخل فيها الأبعاد المحلية، مع الإقليمية والدولية .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *