منصة قلب إفريقيا الإخبارية

الكاتب التشادي د عزالدين مكي اسحق يكتب ..حبيت عشانك كسلا

انجمينا :قلب افريقيا

حبيت عشانك كسلا خليت دياري عشانا
عشقت أرض التاكا الشاربة من ريحانا

في هذا الظرف الأليم والجو المسكون بالحزن والشقى والعذاب، الذي ألم بالسودان الأرض الحبيبة وبلد الناس الحنان .


الحمد لله الكهرباء زارتنا ولم تفارقنا حتى لحظة كتابتي هذه الخواطر طبعًاً – بعد انقطاع دام لأربعة أيام – وخوفاً من أن يغادرنا الكهرباء بشكل مفاجئ ظللت طول النهار وحتى جزء من الليل في الكتابة ومراجعة البحوث .

حضرت لي ابنتي صبارة ” الشاي الأخضر “، الذي أحبه كثيراً خاصة عندما ينتابني التعب والإعياءً، أو نشوة فرح وردية…. بعد أن رشفت رشفة، وقلت ياخي مع الكيف ده ما اشوف الواتساب والفيسبوك شية كه…..استوقفتني أغنية من الأغنيات التي ظل يرسلها أخواننا السودانيون عبر وسائل التواصل علها تذكرهم بالأيام الجميلة واللحظات الحلوة السعيدة وليالي السمر التي كانوا يعيشونها قبل سنتين بس من الآن …جمال طبيعة وجمال ناس أخلاق وطيبة وعشرة .


كنا نؤمن بالحكة الألمانية التي تقول: (ابق حيث الغناء فالأشرار لا يغنون)… وعرفنا أن الشعب السوداني كله فنان لذلك كان شعباً مثاليأ بسيطاً طيباً كريما حبوباً… ونحن كنا نغني معهم، ونتابع سهراتهم عبر القنوات خاصة قناة النيل الأزرق، كنا نعيش مع الأستاذ ود الأمين، وفنان أفريقيا الأول محمد وردي فنان الأمبررو المفضل(وردي نصاره)، والكابلي، وزيدان إبراهيم، وعبدالعزيز المبارك وخوجلي عثما، وعثمان حسين، وعلي إبراهيم اللحو، وكمال ترباس والقائمة تطول .

رحل معظم هؤلاء كأنما بعد أن أدّوا رسالة الحب والسلام… اتفقوا على الرحيل …كأنما أرواحهم الشفافة شعرت …. لأنهم لن يستطيعوا الغناء وسط هذا الجو المأفون… هل يستطيع الطير أن يشدو وسط صوت الرصاص….؟ ….بالله كيف حدث هذا…. وكيف وقعت هذه المصيبة العجيبة….فجأة ودون إنذار….ليحل الرصاص محل الزغراد….والروقة وقهوة العصرية…وتحل الكراهية والانتقام محل الحب والسلام بالأحضان .


تابعت جزءً من أغنية حبيت عشانك كسلا عبر الفيسبوك…وصاحبتْ مقاطع الأغنية لقطات من مدينة كسلا الوادعة….لم أزر كسلا ولكني عشقتها عبر التاج مصطفى وعلي إبراهيم اللحو وزيدان إبراهيم(فراش القاش)… عندما يصفون كسلا ورونقها وخضرة القاش وجمالها وتوتيل وجبالها … تشعر كأنك تعيش أمام ذلك المشهد الرائع والمناظر الخلابة…. الخضرة والماء والوجه الحسن… أسأل في هذه اللحظة ملك العشاق وسلطان الحب…الشاعر المرهف إسحاق الحلنقي ….ابن كسلا ونهر القاش صاحب أغنية:
حبيت عشانك كسلا خليت دياري عشانا
عشقت أرض التاكا الشاربة من ريحانا
ظلم الزمان الخاني يا ريتو لو كان خانك


أين انت هل اختبأت داخل جناين القاش… ولا رحلت سبت كسلا وفراش القاش لصوت البنادق والمدافع..وأزيز الطيارات…؟ ارجع قول كلام عشان أخوانك يخلُّو السلاح…. عشان العيون الحلوة… والقلوب المرهفة….الأطفال والحبوبات والمرضانين والمعاقين والأيتام والأرامل….والناس ترجع لبيوتها وزراعتها ولغنمها وبقرها وإبلها….والتلاميذ…لكراريسهم وأقلامهم وكنباتهم…ولمدارسهم وفصولهم .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *