منصة قلب إفريقيا الإخبارية

سجلته بالفحم في الحيطان (2)

بقلم الواثق بالله علي الأمين

كتب صديقي المبدع الواثق بالله علي الأمين، تعليقاً على مقالي السابق الذي يحمل نفس العنوان، ما يلي:

الكتابة على الجدران نشاهدها عند الأطفال يمارسونها بشغف خفية رغم تحذير ذويهم وتوبيخهم لهم فهي محبوبه أكثر من الكتابة على الدفاتر المحكومة بقوانين الخطأ والصواب..

وقد انتشرت في السودان وفي كثير من الدول ظاهرة الكتابة على المركبات العامة والخاصة الصغيرة منها والكبيرة واعتبرها البعض من ظواهر التواصل الاجتماعي التي تعكس الحالة النفسية للكاتب حيث يسبح في عالم الخيال ليكتب شعرا أو نثرا أو سجعا واحيانا مستنجدا أو شاكيا او متذكراً لمكان معين باختلاف الدوافع والمحفزات. فقد كتب أحدهم على عربة كارو:

من قنابل صدرك اصابني رايش

وعلي الذكري الجميلة تراني عايش..

وكتب آخر على ركشته: تكبري تبقي برادو…

وعلي إحدى حافلات النقل القديمة كتب صاحبها: الرسول فجوا لها تلعب..

ومن طرف الراحل محمد سيد حاج أن أحدهم كتب على عربته القديمة:

يا مالك الجود والعطا

 أما تزيدها أو تزعطا….

ويستنجد صاحب شاحنة بشيخه فيكتب: يا مكاشفي القوم..

وأعجب آخر بعربته فكتب عليها: أسد الله بالضرع….

وحدد أحدهم وجهة سفره فكتب: الي مدريد…

اما الفنانة فيروز فتترنم بإحدي اغنياتها وتقول:

بكتب اسمك يا حبيبي ع الحور العتيق

تكتب اسمي يا حبيبي ع رمل الطريق

بيبقى اسمك يا حبيبي واسمي بينمحى..

ولعل قصة الاصمعي تكون هي الأشهر فيما ما تداولته القصص عن الكتابة والنقوش على الجدران التي قال فيها: بينما كنت أسير في البادية، إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت:

أيا معشر العشاق بالله خبِّروا * إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعُ

فكتبت تحته البيت التالي:

يداري هواه ثم يكتم سرَّه * ويخشع في كل الأمور ويخضع

ثم يقول: عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبا تحته هذا البيت:

وكيف يداري والهوى قاتل الفتى * وفي كل يوم قلبه يتقطعُ

فكتبت تحته البيت التالي:

إذا لم يجد صبرًا لكتمان سرِّه * فليس له شيء سوى الموت ينفعُ

يقول الأصمعي: فعدت في اليوم الثالث، فوجدت شابًّا ملقىً تحت ذلك الحجر ميتًا، ومكتوبٌ تحته هذان البيتان:

سمعنا أطعنا ثم متنا فبلِّغوا * سلامي إلى من كان بالوصل يمنعُ

هنيئًا لأرباب النعيم نعيمهمْ ….. وللعاشق المسكين ما يتجرعُ

مسكين طائر الهوى ويحه هوي

وقد ماج واضطرم وضج بالأشواق..

ضرجه الألم ولوعة الفراق..

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *