منصة قلب إفريقيا الإخبارية

 قراءة في كتاب “هكذاء صرخ المجنون” للكاتب ايهاب عدلان

بقلم :حسين ترس

وفي أواخر سبتمبر/أيلول كنت أساهر حتى وقت متأخر من الليل في رواية عن فلسفة تتناقض مع كل تفاصيل ما يدور في واقع معيب، هذه الرواية من الروايات الطازجة في الأصل، رواية أبدعها كاتب بذكاء، رواية سعى فيها إلى كل أنواع الظلم والقهر والسيطرة، مبتكرة من أدنى طبقات أو تصنيفات الإمبريالية من السودان وانتهاءً بأعلى تصنيفات الإمبرياليين أنفسها(أمريكا)

هذه الرواية من أدب الرحلات التي تروي للكُتاب عن المناطق التي شكل زيارة لها وتربط بين الأحداث التي تناولها .

“تأدب ثم تعلم” .. قالوا لأن بالأدب تُفهم المعرفة، وبالعلم يُصحَّح العمل، وبالعمل تُكتسب الحكمة. عمر رضي الله عنه .

استعان الكاتب شخصية المجنون (بطل الرواية) هذه الرواية تشبه رواية (هكذا تكلم زرادشت) للفيلسوف نيتشه الذي استعار شخصية زرادشت ايضاً وخاطب بها العالم في نفس الوقت مناقضاً كل قوانين العالم بينما الكاتب في هذه الرواية يناقض ما شكله العالم الحديث عن الإنسان ،.

 تتكون هذه الرواية من ثلاثة فصول “الفصل الأول عن السودان (الخرطوم بالتحديد) الفصل الثاني عن فرنسا(باريس تحديدا ) الفصل الثالث عن الولايات المتحدة الأمريكية”  كل فصل يختلف في سره وفي تناوله لقضايا مهمة فيه .

الفصل الأول يبدأ في العاصمة الخرطوم ، ذات مرة ظهر مجنون بدون ملابس وخاطب حشدا جماهيرا ،  لكن الحشد اعتبره مجنوناً أو قل مختل عقلياً ولأن أحداً لم يهتم بسبب مظهره بينما الحشود لم تفهم كلامه وبعضهم يتهمونه بالجنون.

مستمر في الشوارع وحتى في المواصلات العامة في كل مكان، يتحدث في التجمعات ويخاطب بأقواله الشهيرة ويحدث خللاً في أنظمة الحكم ورجال الدين الذين يستخدمون الدين كستار ، لكن كان هناك جانب من عشاق الرجل المجنون تأثروا بكلامه ، فمنهم من رأى أن كلامه صحيح ومنهم من اعتبر كلامه مجنوناً، وفي نهاية رحلته اجتمعت الحكومة فلم تجده ، واحتارت  الحكومة واعتبرته ساحراً من أقواله المشهورة التي قالها في السودان (الجنون يا صديقي هو أن تأخذ معاشاً بعد أن قضيت خمسين عاماً في وظيفتك وتجد نفسك في قرية ريفية منسية، تتمنى الموت قبل أن تذوق مرارة الوصول إلى المرحاض).

الفصل الثاني  باريس بعض ما حاولت الحكومة السودانية فعله في تدخل المنظمة للحفاظ على سلامته وسفره إلى فرنسا لفترة مؤقتة وبعضهم يذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في باريس كان كل شيء مختلفًا مدينة باريس التي تتميز بـ (برج إيفل ومتحف اللوفر وحدائق التويلري وقصر بيكاسو تمثال رويترز  والشانزليزيه ….. إلخ) كانت تدل على إمكانية في حفاظ تاريخهم وأساطيرهم، بينما خاطب المجنون السائحين في المتحف أمام لوحة الموناليزا لليوناردو دافنشي الذي يستقبل العشرات من السائحين يوميًا فقال لهم إن جولتنا في المتاحف لا تعني أننا نبحث عن الحقيقة وإنما هي بحث عن إبداعات المؤرخ الذي لا يختلف تمامًا في أخلاقه عن المجتمع في ذلك الوقت ولكن تميز . ودون جزء مهم  والتقى بفتاة جميلة تدعى مشيل كانت نادلة في المطعم ووعدته وجلست معه في برج ايفل إحتسى معها قهوة اثيوبية وتحدث لها عن بلده .

من أشهر الأقوال في باريس (لا حقيقة يا سيدي فيما نسميه الحقيقة إنها فقط أقرب أوهامنا إلينا). وبعضهم انتهى من طبيعة الإجازة قبل قبوله في الولايات المتحدة

الفصل الثالث في الولايات المتحدة يسرد  الكاتب عن الحقائق المخفية أي عن حقيقة الإنسان الأمريكي الذي لا يعرف المواطن الأمريكي نفسه، عن العبادة الجماعية التي حدثت للهنود الحمر في أمريكا، والآن أمريكا تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأصبحت ضجة على قنوات التلفزيون الأمريكية، ولجأ الناس إلى الكلام، وفي النهاية اختفى المجنون، وأصبح الحديث اختفاء في أمريكا .

مضمون الرواية هو نقد لواقع الإنسان، واعتبر الإنسان مسرحًا، ولم نصل إليه بعد. والآن العالم لا يزال مهتمًا بالجزء من الاوهام ما سماه انسانية او حقوق ، بينما هي في بعض الجوانب مخفية في نفق مظلم .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *