منصة قلب إفريقيا الإخبارية

طارق عثمان يكتب.. البنك الزراعي هل فيه جنحويد

الخرطوم:قلب افريقيا
الطريقة المذلة التي يطارد بها البنك الزراعي فرع المفازة المزارعين المعسرين في هذا التوقيت مثيرة للاستفهام، أعجزت إدارة البنك عن إيجاد وسائل أخرى لمعالجة ديون المنتجين بدلا عن ملاحقتهم بأوامر القبض في الأسواق وفي بيوت الافراح والاتراح؟.
تتم تلك المطاردات في الوقت الذي أوقفت العديد من البنوك التجارية إجراءاتها القضائية ضد المزارعين المتعثرين في السداد لحين ميسرة، مراعاة لأوضاعهم بعد فشل الموسم الماضي في مساحات واسعة من الأراضي المزروعة، فما تقوم به إدارة البنك الزراعي ممثلة في فرع المفازة هو تعجيز عن الإنتاج، وتأليب واضح، لشريحة مهمة من المنتجين لا سيما بعد تعطل عجلة الإنتاج الصناعي، وتوقف قطاعات الإنتاج الأخرى، بسبب الحرب العبثية التي تخوضها مليشيا حميدتي ضد الشعب السوداني.
فرغم الكوارث التي حلت بقطاعات الإنتاج المختلفة حيث لم يعد هناك قطاع يصارع البقاء في ظل الأوضاع الحالية غير القطاع الزراعي، إذن لماذا كل هل التعسف؟، إما أن دارة البنك غير مدركة لخطورة خطواتها تلك، أو أن هناك أياد لا تقل خبثا عن أيادي المليشيا تعمل لتخريب القطاع أسوة بالقطاعات الإنتاجية الاخرى التي دمرتها مليشيا حميدتي، مع استصحاب تصريحات عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش الفريق أول ياسر العطا بأن أجهزة الدولة مكبلة بوجود جنجويد داخلها، بما فيها بنك السودان المركزي الذي قال بأن فيه جنجويد، فلا يستبعد أن يكون هناك جنجويد داخل البنك الزراعي يسعون لضرب آخر قطاعات الإنتاج المتبقية، فبدلا من تشجيع المزارعين على دخول الموسم الجديد ودعمهم لسد العجز في الغذاء ومجابهة شبح الجوع الذي يلتهم الملايين من السودانيين تتصيد إدارات البنك الزراعي المزارعين، وكأنهم معتادي إجرام وتزج بهم في غياهب الحراسات والسجون.
ما يقوم به البنك الزراعي في القضارف لا سيما فرعه في المفازة خطير، وستترتب عليه آثار كارثية في حال لم يحدث تدخل فوري من أعلى مستوى في الدولة لوقف هذا العبث، وجدولة ديون المزارعين بما يمكنهم من دخول الموسم المقبل وهو على الأبواب .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *