منصة قلب إفريقيا الإخبارية

كتب الكاتب الجنوب سوداني جال مقوك نيال ..الود بين السودانين

جوبا:قلب افريقيا

الإخوة الشماليين دعموا منتخب جنوب السودان لكرة السلة، أكتر من الجنوبيين أنفسهم .

طبعا دي حقيقة، ممكن البعض منا ما يعرفها، لكن بحق التشجيع الذي قدمه أشقائنا في شطر بلادنا الثاني تشجيعا جميل شديد، هذا يعني إن المنتخب منتخب السودان الكبير ويمثل السودنة الجميلة.

 بغض النظر عن إسمه واختلاف الرأية التي هم يدافعون عنها، ما فرقت عند أشقائنا في شمال السودان .

شجعوا المنتخب لانه منتخب بلادهم الثاني – بلاد الصديق منقو.. مع إن بعض منهم لايعرف رئيس الإتحاد من واللأعبين هلاء من اين او من اي قبائل.

 دعموا المنتخب و شجعوهم فقط لانهم سودانيين جنوبيين وكفى .

هذا المعنى الحقيقي للإنتماء لبعض، واننا قبل 13 عاما كنا شعبا واحدا تحت دولة واحدة، تجمعنا السودنة وقتها.

ولكن لظروف سياسية  خرجنا منهم وصرنا دولة مستقلة، ورغم الإنفصال وبعد معرفة السبب قبلنا الوجود في دولتين والتعايش كشعب واحد في دولتين .

اصلا كنا ولا زلنا شعب واحد رغم إختلاف جغرافيات البلدين الان، ورغم إختلاف السيادات، لازلنا نحمل دماء السودان في عروقنا ولازالت السودنة جارية في شريان دمنا .

عندي أصحابي شمالين شجعوا المنتخب دي اكتر من جنوبيين، أصحاب التركيز على القبيلة وهذا من وذاك من أي جهة ومكان .

المنتخب يا اخواننا منتخب جنوب السودان وليس منتخب قبيلة معينة وكذا، فياريت الناس تشجع المنتخب بنفس الطريقة التي شجع بيها أشقائنا في السودان.

 هم لم يسألوا عن قبيلة أي لاعب ولا حتى هم سالوا عن اسمه وجهته .

شجعوا المنتخب لانهم احسوا بإنتمائه لهم وفرحهم بتمثيل السودان الكبير في أولمبياد بأريس.

 طبعا دا أول منتخب خرج من السودان يمثل البلاد والقارة آجمع، وهنا أقصد السودان الكبير بشقيه الإتنين جنوب و شمال .

منقو قل لا عاش من يفصلنا، قد فصلنا الكيزان والإسلامين وهسي هم وين، وين بشة وين الترابي ووين المهدي والميرغني .

اظن معظمهم فاتوا للسماء ذات البروج، فاتوا وتركوا من خلفهم دمار وخراب، وفضلت الأرض و شعبه. حقيقة المثل القائل: الحكومات ماضية وشعب باقية  .

بقينا في أرضنا ورحل الساسة، سقطت الأقنعة كلها و أزيلت جلباب الإسلاميين وبقي الشعب السوداني سوداني.. وجمعتنا أخيرا السودنة التي سنتمنى إنها تسودنا في تعايش سلمي  .

تعايش سلمي بين دولتين شقيقتين، يجمعهما الدم والتاريخ.

 شعبي الجنوبي و الشمالي سيبقوا معا متكاتفين ومتواجدين مع بعضهم البعض كما يتواجد المرء مع ظله .

فليدم الود بين هذين الشعبين العظيمين .

والمجد لله ومن ثم المجد للبلدين .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *