منصة قلب إفريقيا الإخبارية

العيد.. خواطر مبعثرة

الواثق بالله علي الأمين

الاعياد مناسبات سعيدة يحتفي بها المسلمون في كل انحاء العالم، وعيد الأضحية علي وجه الخصوص ارتبط بمعجزة فداء سيدنا اسمعيل بكبش أقرن قيل أنه قد رعي في الجنة أربعين خريفاً. كما ذكر أهل التفسير أنه ربما يكون ذات الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبله الله منه، فكان مخزونا ليكون فداء لسيدنا اسمعيل عندما هم أبوه، سيدنا إبراهيم، عليهما السلام، بذبحه مصدقا لرؤيا تأمره بذلك، فأصبحت الاضاحي سنة واجبة علي المسلم البالغ العاقل الحر، سواء كان ذكرًا أو أنثى….

ويتميز عيد الأضحى بأيامه الخمس التي تبتدئ باستحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج في التاسع من شهر ذي الحجة وثلاثة ايام التشريق التي تلي يوم النحر. فصار ذلك محفزاً للكثير من الناس على السفر والرجوع الي ديارهم للاحتفاء بالعيد مع اهليهم وذويهم. ومنسوب الي العلامة دكتور عبد الله الطيب، رحمه الله، الذي اعتاد ان يقضي العيد بقريته (التميراب) بولاية نهر النيل قوله: “العيد أه”. كما اصبحت تؤجل جل المناسبات السعيدة كالأعراس لتقام في أيام العيد، فتزداد الأفراح وتعلو البهجة والمسرة في العيد باللبس الجديد وبلقاء الاهل وزيارة الاقارب والجيران والاصحاب واكل لحوم الاضاحي.

ولكن للبعض في أيام العيد شجون وآلام تؤججها ذكريات الفراق. فقد رثي السياسي والشاعر محمد أحمد المحجوب الامام عبد الرحمن المهدي بقصيدة يقول في مطلعها:

العيد وافى فأين البشر والطرب…

والناس تسأل أين الصارم الذرب…

وبكي الفنان النور الجيلاني عند قبر ابيه وغني بأغنية:

جانا العيد وانت بعيد

 ابيت ما تعود تبارك العيد

جونا الناس يقولوا تهاني

بخيت وسعيد تتحقق امانى

لقوك بعيد فى عالم تانى

 غربة علىّ وجرح جوانى

وكذلك استوحش الشاعر محمد عوض الكريم القرشي لغياب الكثير من الاحبة لانشغالهم بالعيد والمعايدة، فكتب وهو طريح الفراش، الأغنية التي شدا بها الفنان زيدان إبراهيم:

 عدت يا عيدي بدون زهور

 وين قمرنا، وين البدور

 غابوا عني…

والفنان محمد الامين صدح بأغنية شال النوار. وحمل فيها معاتبة لعدم المعايدة بالعيد، فقال فيها:

العيد الجاب الناس لينا ما جابك!

يعني نسيتنا خلاص؟؟

مع أنك الخليتنا نغنى الحب ذكرى واخلاص..

ويظل مطلع قصيدة المتنبي، أعظم شعراء العرب، التي نظمها حزينا لبعد الاحبة وفي انتظار الأخبار السارة وهجاء كافور الاخشيدي هو الأبلغ قولاً:

 عِــيــدٌ بِــأَيَّــةِ حَــالٍ عُــدْتَ يَـا عِـيـدُ

بِـمَـا مَـضَـى أَمْ بِـأَمْـرٍ فِـيـكَ تَـجْـدِيـدُ

أَمَّــا الْأَحِــبَّــةُ فَــالْــبَــيْــدَاءُ دُونَــهُـمُ

فَــلَــيْــتَ دُونَــكَ بِــيـدًا دُونَـهَـا بِـيـدُ..

فماذا يا تري يقول شعب السودان في العيد، بعدما نزح الملايين منهم عن ديارهم مشردين الي مدن أخري، يلتمسون فيها نعمة الامن، وملاذاً من ويلات الحرب، وعبر بعضهم الحدود فغادروا الوطن الجريح وكلهم مرغمون وتاركون وراءهم بيوتهم وممتلكاتهم وذكرياتهم التي سلبها مرتزقة الدعم السريع قسوة وعنوة وظلما، وذاقوا كل انواع البلاء من خوف وجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات..

فما زالوا عند حسن ظنهم بربهم صابرين مستبشرين بنصر من الله قريب مرددين:

أنا لله وأنا إليه راجعون

حسبنا الله ونعم الوكيل

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *