كتب :ادريس ايات
في خطاب تنصيبه، وبعد عودته إلى البيت الأبيض محطمًا الرقم القياسي لسلفه، كشف دونالد ترامب عن قائمة من السياسات الجريئة التي تعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الولايات المتحدة. أعلن ترامب، بلهجة حاسمة، عن خططه التي أثارت إعجاب أنصاره وقلق معارضيه، والتي تضمنت:
• حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية: مع إرسال قوات فيدرالية لتعزيز الأمن ومكافحة التهريب غير الشرعي.
• تصنيف الكارتلات كمنظمات إرهابية أجنبية: ما يفتح الباب لتدخلات أكثر صرامة ضدها.
• إحياء الوقود الأحفوري واستكشاف التعدين: لإعادة أمريكا إلى صدارة الطاقة التقليدية.
• الخروج من الصفقة الخضراء الجديدة ( اتفاقية باريس للمناخ): مع تعزيز إنتاج السيارات التي تعمل بالبنزين بدلًا من الاعتماد على الطاقة المتجددة.
• استئناف السيطرة الأمريكية على قناة بنما: في خطوة تعكس نهجًا أكثر تدخلاً للسياسة الخارجية، وربما عودة الإمبريالية بأقصى حلة تحت قيادة اليمين الشعبوي في أمريكا.
• إعادة تسمية خليج المكسيك إلى خليج أمريكا: في مبادرة رمزية لتعزيز الهوية الأمريكية على حساب الجيران.
• إنهاء الرقابة الحكومية: لإعادة حرية التعبير إلى صدارة القيم الوطنية.
• إعادة الجنود المفصولين بسبب رفض لقاح كوفيد: وتعويضهم برواتبهم المتأخرة.
• إلغاء الأجندة “المجنونة” للسيادة الثقافية (Woke)، وهي حالة التطرف في قضايا الجندر والجنس والنوع؛ والعودة إلى الاعتراف بجنسين فقط: الذكر والأنثى.
نلاحظ أن خطاب ترامب حمل رسالة واضحة: الولايات المتحدة تحت قيادته الجديدة ستعود إلى سياسات “أمريكا أولًا”، وستسعى إلى تعزيز الهوية الوطنية وإحياء القيم التقليدية، في مواجهة ما يراه تآكلًا للأصالة الأمريكية.
ويُمكن القول إنّ هذه السياسات ستعيش حالة من الصدام غير المسبوق مع اليسار الأميركي، ما يعني مزيد منّ المظاهرات في فترة حكمه الثانية، أكثر من قضايا جورج فلويد وغيرها من التظاهرات المناهضة له.
ولدي إحساس أنّ ترامب الذي يتباهى بأنه رئيس يبتعد عن الحروب ويعمل على إنهائها سيقع في فخ اندلاع حربٍ على الأقل في ولايته الثانية، من يدري ربما حربين أو أكثر!
لقد عاد ترامب وعادت معه الإثارة والتشويق وغياب التنبؤ، باختصارٍ شديد سيكون ترامب (2.0) أكثر تطرفًا من ترامب الذي عرفناه، وهذا يعني مزيد من التنافس وعودة الحرب الباردة في نسختها الجديدة!
▪️ احملوا معكم الفشار يا سادة: إنّ هذا المسلسل الجديد سيكون مثيرًا حقًا…
About The Author
