كتب : فريعابي محمد احمد \ مصور فوتوغرافي
سيدي الوزير خالد الاعيسر، وزير الثقافة والاعلام
لقد توليت مقاليد الوزارة في أصعب مرحلة من مراحل تاريخ السودان وقد كان اسهامك في التصدي لقضاياه في هذه المرحلة من مراحل تاريخه مقدراً وعظيماً.
أنت تعلم، سيدي الوزير، دور الصور الفوتوغرافية في هذا الأوان بالذات. فالصورة هي توقيع بصري وتوثيق للحظة ستصبح تاريخاً، وكما قيل إن الصورة تٌغني عن الف كلمة .
سيدي،
نحن نمر بمرحلة بالغة الخطورة على أمتنا السودانية ونحتاج لتوثيق هذه اللحظات.
كان لوزارة الثقافة والإعلام قسم تصوير فوتوغرافي ضمن الاقسام الناجحة والمنظمة، ورثته الدولة السودانية من الاستعمار البريطاني، و تولت سودنته شخصيات سودانية حافظت عليه وطورته. وما بخلت عليهم الدولة بالتدريب، داخلياً وخارجياً، حتى أصبح للقسم ادارة تعلم ما تريد، وكوكبة من المصورين والفنيين. فأضحى قسم التصوير الفوتوغرافي من اميز الاقسام في افريقيا والشرق الأوسط. وله مكتبه تحتوي على كل ضرب من ضروب الفتوغراف. وقد كانت لمهارة و حرفه واتقان عمل الفوتوغرافيين السودانين، ومن خلفهم ادارة تعرف ماذا تريد وماذا تنشر، دور ملحوظ في توثيق الحياة السودانية. وقد بلغت صور المكتبه ما يقارب سبعة مليون صورة، كانت مصدر كل باحث. ووصلت قمة عطائها في العهد المايوي. ثم نالته يد الإهمال إلى ان توقف تماماً في عهد الإنقاذ. ولا ندري أين ذهب ذلك التراث الآن .
السيد الوزير،
الصورة هي انعكاس صادق ومعبر عن الأحداث التي تقع خارج إطار التجربة الشخصية المباشره للمشاهد أو القارئ. وتعد الصورة من الوسائل الاتصالية الفاعلة في الصحافة. بل سمى هذا العصر بـ(عصر الصورة) .
إن أمتنا تمر بمرحلة تاريخية هامة وهي ماده دسمة للتوثيق ولإدانة المليشيا. ومعظم الصور الآن تكون لهواة غير متخصصين مما يضيع على أمتنا توثيق هذه اللحظات التاريخية بعدسة محترفة. ومما أعلمه أن قسم التصوير الآن ليس له وجود.
فماذا نحن فاعلون؟
مع وافر التقدير والاحترام