منصة قلب إفريقيا الإخبارية

مع طلحة جبريل ..عن رحلة إلى “موسم الجنوب “2

الربا:قلب افريقيا

توجهت رفقة الأخ خالد مكي رئيس جمعية “دار الطالب والطالبة أحمر لكلالشة”(اسم المنطقة).

كانت القاعة تغص بالحضور، مسؤولو الجماعة المحلية (بلدية مصغرة) الطالبات والطلاب المشاركين في الدورة التكوينية ، وبعض الضيوف من المجتمع المدني .

دعم الدورة “جماعة أحمر لكلالشة” و” الإتحاد الأوربي” إضافة إلى “جمعية دار الطالب والطالبة ” ومؤسسة أنابل.

كان شعار الدورة التكوينية “شباب مواطن مندمج”.

علقت على جدار القاعة لافتة كبيرة تحدد محاور الدورة مع صورة للداعي لكم بالخير.

ترأس اللقاء الافتتاحي السعيد الماسي رئيس الجماعة المحلية ، وتولى إدارة الأشغال خالد مكي .

كانت هناك شاشة تعرض بعض صور حواراتي مع عدد من القادة.

سألني رئيس الجماعة لاحظت بأنك لم تتغير، ما سر ذلك ؟

قلت له: راحة البال وعدم الانشغال بالماديات ، وشعاري : أنا مهتم ببناء البشر وليس ببناء الحجر.

بعد كلمة تقديمية ، شرعت في تقديم محاور الدورة التكوينية.

كنت قد أعددت ورقتين، الأولى عن” الشبكات الاجتماعية ” ما لها وما عليها، واشتملت على توضيحات مسهبة عن فكرة ” المواطن الصحافي” ، وأسباب العزوف عن تلك الفكرة ، وورقة أخرى عن ” الأخبار الزائفة” والضرر الذي تسببه بما في ذلك الأمراض النفسية.

أقتطف لكم بعض الأفكار التي طرحتها في الورقة الأولى.

قلت عندما أصبحت ثورة الاتصالات هي سمة هذا العصر، دخلت الشبكات الاجتماعية في كل مكان، بل في كل بيت، وبات الهاتف المحمول وسيلة الملايين بل الملايير لمطالعة ما تنشره هذه الشبكات على مدار الدقيقة.

أضحى معتاداً أن يبدأ الناس صباحاتهم، وهم بعد على الفراش، بمطالعة الشبكات الاجتماعية، وآخر ما يبادرون به قبل النوم هي مطالعة شاشة الهاتف المحمول للتصفح. إلى حد صار الأمر إدماناً. أقول ذلك باطمئنان لاستعمال هذه المفردة.

لقي مفهوم “المواطن الصحافي” في بداياته إقبالاً منقطع النظير ، كانت الفكرة التي جرى الترويج لها جذابة.

تقول تلك الفكرة إن وسائل الإعلام التقليدية لا يمكنها أن تكون موجودة في كل مكان وزمان وبالتالي نحن نستفيد من نشطاء الشبكات الاجتماعية لنقل الأخبار، وهذا صحيح خاصة إذ تعلق الأمر بحوادث لا يمكن التكهن بها، وخلاصة فكرة “المواطن الصحافي” أن الشبكات الاجتماعية تتيح الإمكانية لأي ناشط في هذه الشبكات أن ينشر أخباراً عن مدينته أو عن الحي الذي يعيش به، او حتى الشارع الذي يقطن به، وبالتالي يصبح “شاهد عيان” يمكن أن ينقل ما يشاهده أو يسمعه بنفسه .

بيد أن مفهوم “المواطن الصحافي” سقط بعد “ماراثون بوسطن” بعد نشر سيلاً من الأخبار الزائفة عن أسباب الحدث وعدد ضحاياه، حيث ازدحمت الشبكات الاجتماعية بمعلومات متضاربة. وتبين أنه لابد من الاعتماد على صحافيين محترفين في نقل الأخبار، خاصة أن الصحافي هو ناقل معلومات محترف، ويعمل على ضوء القاعدة التي تقول إنه في جميع الأخبار يجب أن نبحث عن إجابات واضحة وحقيقية على الأسئلة الست:” ماذا حدث، ومتى حدث، وأين حدث، وكيف حدث، ومن له علاقة بالحدث، ولماذا حدث.

تطرقت إلى المضار النفسية والصحية التي تسببها الشبكات الاجتماعية، إذ يحذر الخبراء من أن قضاء وقت أطول على الشبكات ومنصات التواصل الاجتماعي مرتبط بسلسلة من مشكلات الصحة النفسية.

في هذا الصدد لدي نظرية قدمتها في سياق أطروحة جامعية ، وأطلقت عليها :”نظرية الطوابق الست” وألقنها حالياً لطلابي ليدركوا أهمية القراءة وتجنب إدمان الشبكات الاجتماعية، أقول في هذا الصدد :

*في الطابق الأول توجد الشائعات .

*في الطابق الثاني الأخبار غير الموثقة .

*في الطابق الثالث، الأخبار الموثقة أي التي يوجد بها مصدر أو مصادر محددة.

*الطابق الرابع: تراكم المعلومات الصحيحة التي تتحول إلى معرفة.

*الطابق الخامس: المعرفة المتراكمة تؤدي حتماً إلى الوعي وبالتالي ابتكار حلول لقضايا ذات طابع سياسي أو اجتماعي أو تنموي، وإطلاق الأفكار البناءة.

*الطابق السادس التحضر.

أقول جازماً إن الشبكات الاجتماعية لا يمكن أن تخلق وعياً إذ إن فيض الإشاعات والأخبار غير الموثقة يكاد يكون السمة الأساسية، إذ ذلك دور الإعلام سواء كان مكتوباً أو مسموعاً أو مرئياً.

سأطرح سؤالاً وأجيب عليه: ماذا يعني نجاح الصحافة في مهمتها؟

الجواب: يعني أنها تساهم في توعية المجتمع عبر المعلومات الصحيحة أي عبر الصحافة، وخاصة عبر منهج الصحافة الاستقصائية..

********

إلى لقاء في حلقة أخرى من حلقات “رحلة إلى موسم الجنوب”.

*حاشية : أقصد من عبارة “موسم الجنوب” أن الرحلة كانت من الرباط نحو الجنوب سواء نحو تارودانت أو أكادير.

أدرك جيدا أن المغرب يمتد من طنجة إلى الكويرة ، وكنت محظوظاً أن أتجول في هذا المغرب الرائع من طنجة حتى الكويرة . سأشرح لاحقاً لماذا عبارة “موسم الجنوب”.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *