منصة قلب إفريقيا الإخبارية

ناهد قرناص تكتب : توب ..(غتانا)

كتبت :ناهد قرناص

الممثل الامريكي المشهور (بن ستيللر) له سلسلة افلام مشهورة اسمها (ليلة في المتحف) ..كان يؤدي فيه دور شاب ارسلته مسؤولة التوظيف الى وظيفة حارس المتحف بعد ان اعياهم باختراعاته التي لا فائدة منها والتي بسببها عاش ردحا من الزمن يعتقد انه (مخترع) عبقري يجب تسجيل براءه اختراع لما انتجه عقله الجميل..يذهب بعدها بن ستيللر ليقضي ليالي في المتحف يعيش فيها مغامرات خياليه مع الموتى الذين تعود لهم الحياة في المساء ..تلك المغامرات ادخلته في دوامة عجيبة من الاحداث ..لكن المهم في النهاية ان عقله قد ثاب الى رشده وتوقف عن الاختراعات التي لا جدوى منها.

الاسابيع الماضية ..ضجت الاوساط السودانية بالحديث عن (توب نسائي سوداني) فاقت قيمته ال 500 الف دولار..نعم ..لم تخطئ عيناك الرقم ..خمسمائة الف دولار ..دولا رينطح دولار ..ما ان سمعت بالخبر الا وتذكرت مقولة جارنا في حي الحصايا عطبرة (الطيب الشيخ الولي ) الذي كان يقول ساخرا عند ذكر شئ غال امامه (ليه ؟ بجيب لندن ؟) ..والحق ان ثمن هذا الثوب (يوديك لندن ويعيدك منها اكثر من مرة ويضمن لك (التاشيرة ) الانجليزية العصية ايضا).

لكن ليس هذا مربط الفرس ..او ما اردت الكتابة عنه ..الشهادة لله انني تأملت في امر المصممة وما ارادت الذهاب اليه ..الا وهو لفت الانظار والتفوق في مجال كثر مرتادوه ..فقالت (شنو؟) ..(اجيب توب ..واضع فيه عدد من الماسات ..وبس خلاص )..اختراع عجز بن ستيللر ذات نفسه من عمله ..والحقيقة ان الثوب لم يتغير ..ولم يصبح اسهل في الارتداء ..بل صار اصعب واغلى ..ولا اعتقد ان هناك من سترتديه في مناسبه عامة الا و يجب عليها ان تسير في حراسة مشددة خوفا من السرقة او الاغتيال..

السؤال هو اين هو التصميم ؟ اين الاضافة؟

من يذهب الى المصممة ويخبرها ان التصميم يجب ان يضيف شيئا او يغير الى الافضل !…الذي توقعناه ان تؤثر الحرب وتبعاتها في التفكير ..فيتم تصميم ثياب اقل تكلفة ..واطول عمرا واسهل في الاستخدام ..لكن الذي رأيناه  هو عباره ثوب به ماسات ملتصقة  ..لو نزعتها لما اختلف .. بل ان  الماسات صعبت الامر وجعلته ثوبا لا يصلح الا  لحتشبسوت في التابوت ..

ذات الشئ ينطبق على ذلك الثوب المرصع بالذهب.

تصاميم لا فائدة منها ولا تضيف للثوب السوداني شيئا …ولا تصلح للاستخدام العام

هذه الفكرة تنطبق على كل الازمنة والعصور ..دعك من زمن تعاني فيه البلاد من ويلات الحروب والامراض والحصار ..ويعاني المواطن من تبعات النزوح وويلات التشرد.

لم اكن انوى الكتابة عن الثوب رغم كل (النكزات ) التي وصلتني ..لكنني انتبهت ان الامر بدا بثوب مرصع بالذهب ..وحاليا بالماس ..ولا ندري الى ستقودنا عجلة العبقرية التصميمية ..فرأيت ان ادلي بدلوي في هذا الامر عسى ولعل :

بعد طول تفكير وتنقيب وتمحيص واستدراك ان المتاحف في السوادن قد آلت الى زوال وخراب ولا يمكن ارسال احد اليها للقيام بالحراسة .. اقترح الاتى نصه : فرض ضرائب على تلك الثياب التي ترتفع قيمتها عن المعدل الطبيعي للثوب ..والضرائب يتم فرضها على المصممة ..وتلك التي ترتدي ذلك الثوب ..وكل من ساهم في دفع ثمنه..وتصب الضرائب مباشرة في دعم النساء اللاتي تاثرن  الحرب  والنزوح وتبعاته ..وصار الثوب (الهزاز) غاية في حد ذاته ..

اقول قولي هذا استغفر الله لي ولكم

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *