كتب :د عبدالملك النعيم
في تعميم صادر عن مكتب رئيس مجلس الوزراء نقلته وكالة السودان للأطباء( سونا) إن الدكتور كامل إدريس رئيس الوزراء يعد لعقد لقاء جامع للقوي السياسية لا يستثي أحداً من القوي السياسية الوطنية ويهدف اللقاء إلي بلورة رؤية واضحة للدفع بنجاح الفترة الإنتقالية وإعانة الجهاز التنفيذي علي آداء مهامه خلال هذه الفترة التي تمر بها البلاد والتي تتطلب بالطبع توافق الجميع علي رؤية وطنية خالصة تختفي فيها المطالب والمطامع الحزبية، القبلية، والجهوية وكل ما من شأنه أن يعرقل المسيرة الوطنية التي يجب دعمها وإسنادها خلال الفترة الإنتقالية..
ان الدعوة لهذه اللقاء تبدو من الأهمية بمكان طالما أنها موجهة للهم الوطني العام وطالما أنه ليس لقاءا للمحاصصات ولتوزيع الثروة والسلطة وطالما أنه لقاءا لا يستثني أحدا خلاف اللقاءات السابقة التي درجت علي استخدام عبارة إلا المؤتمر الوطني في محاولة لإتباع منهج الإقصاء..
الدعوة واللقاء المرتقب بالقوي السياسية يجب ان يتم من حيث التوقيت بعد أن يشكل رئيس الوزراء حكومته بالكامل لكي لايكون موضوع المحاصصات والمشاركة في الحكم خلال الفترة الانتقالية واحدا من أجندة التفاوض….ليس فقط بعد التشكيل وانما بعد أن يضع وزراء الحكومة خطتهم كل حسب مهامه وزارته ويكون لحكومة الدكتور كامل ادريس خطة كاملة للفترة الانتقالية مصحوبة ببرنامج عمل تنفيذي مجدول تنفيذه علي سنوات عمر الفترة الإنتقالية…
إذا تم اللقاء في هذا التوقيت فسيكون لرئيس مجلس الوزراء ما يمكن أن يطرحه للقوي السياسية ويكون التداول حول تجويد الخطة وتطويرها حذفا وإضافة بما يتماشي وحاجة البلاد والامكانيات المتاحة ونوع وشكل وطبيعة مساهمة القوي الوطنية في هذه الخطة وإعانة الجهاز التنفيذي كل في مجاله بالقدر الذي تجد فيه اي من القوي السياسية الوطنية نفسها فيه وتساند بما تستطيع…
في تقديري ان هذا اللقاء المرتقب إن تم بهذه الكيفية التي اقترحتها وبالاعداد الجيد من مجلس الوزراء من مجلس وتحديده لما يريد هو من القوي السياسية والاستماع لوجهة نظرها في نوع وكيفية مساهمتها في تنفيذ البرنامج يكون قد جنب حكومته الكثير مما يمكن ان تضعه امامه هذه القوي من برنامج تخصها هي…
اللقاء أيضا يجب أن يحمل رسالة واضحة لهذه القوي السياسية بأن تساهم هي في بناء مؤسساتها الخاصة بها بناء جيدا من حيث القوانين التي تنظمها استعدادا لمرحلة ما بعد الانتقال لتكون جاهزة للتنافس الشريف…كل ذلك يتطلب ان تكون القوي السياسية علي درجة عالية من الوعي بأن للمرحلة الانتقالية متطلباتها والتي يجب ان تساعدهم فيها ولمرحلة مابعد الانتقال متطلباتها والتي يجب الاعداد والاستعداد لها…
فظروف الانتقال تتطلب التوافق علي اكبر عدد من القضايا الوطنية والتخلي مؤقتا عن المطالب الحزبية والجهوية والقبلية ودعم خطة رئيس الوزراء وعونه في اكمال هياكل الحكم بالمؤسسات والمفوضيات والقوانين المطلوبة والإلتفات لقضايا المواطن الذي سحقته الحرب وضاعة حقوقه وفقد ابسط خدماته واحتياجاته من صحة وتعليم وماء وكهرباء…هل نطمع ان ترتقي القوي السياسية والوطنية التي يود لقاءها رئيس الوزراء لمستوي الحدث ومتطلبات المرحلة؟؟