منصة قلب إفريقيا الإخبارية

الدمار وتحدي الإعمار.. الشخصية السودانية بين الرسالية، الكسل والاتكالية!

في تقرير كتبه الحاكم العام للسودان عام 1903، أورده الأستاذ محمد إبراهيم نقد في كتابه (علاقات الرق في المجتمع السوداني)، يؤكد فيه أن الشعب السوداني تشوبه صفة “الكسل”. ففي ذلك الزمان أجمع “الأجانب” على أنّ أهل السودان “ليسوا من أهل العمل والكد”.. 

– كلام صادم بكل المقاييس!! ومنذ ذلك التاريخ…!!

– هل الشعب السوداني فعلاً كسول؟ وما المقصود من اتهام السودانيين “بالكسل”؟ هل تعني الرغبة المستمرة في تجنب العمل أو الجهد البدني والعقلي أو النقص الحاد في الحافز والرغبة في القيام بأي نشاط؟

– وماهي مؤشرات هذا الكسل؟؟ وإن وجُدت هل أسبابها جينات وراثية؟

– هل الشعبٌ السوداني قنوعٌ بما يملكه من قوت يومه، أو حتى قوت عامه؟ وأن العمل مرتبط فقط بالحاجة الماسة للمال أم هي أجناس وقبائل دون الأخرى؟

– هل تكوين الشعب السوداني الفكري والنفسي ضعيف؟ وليس لديه روح وثابة للتغيير والإبداع؟

– هل الترابط الاجتماعي والأسري يعتبر “عامل سلبي”، بمعنى إذا عمل رب الأسرة أو أحدهم تسقط المهمة عن باقي افراد الأسرة حتى المؤهلين منهم للعمل؟

– هل لدى الشعب السوداني ثقافة العيب في امتهان بعض المهن؟

– لماذا ينتظر الخريجون الشباب – سنوات عدة – تحت الأعمدة وفي المقاهي والملاهي حتى الحصول على وظيفة تناسب تخصصاتهم أو لا تناسبها؟ 

هنالك من يرى أن السودان لديه مساحات شاسعة صالحة للزراعة، ونيل يعد الأطول والأعذب، ورغم هذه المساحة ومع جريان تلكم الانهار، توجد الكثير من الأراضي دون استزراع، الأمر الذي يجعل السودان ضمن الدول التي ترزح تحت خط الفقر.

وهنالك أيضاً من يرى أنه وبالرغم من توفر المعادن النفيسة في السودان مثل الذهب والفضة والسيليكون واليورانيوم عالي التخصيب وغيرها من خيرات باطن الأرض التي لو تم استخدامها استخداماً صحيحاً لأصبحنا في أعلى مستويات العيش الكريم!!

هنالك ثالث يرى أسباباً تعود إلى بعض التحديات التي تؤثر على مستوى النشاط والإنتاجية مثل البطالة ونقص الفرص والفقر، وعدم المساواة الاجتماعية والصراعات السياسية والاضطرابات الأمنية، وغيرها من الأسباب.

هل القبلية والحروب الأهلية عوامل مؤثرة في التفكير السلبي الذي يؤدي إلى الكسل وينحى بالمواطن جانباً من التفكير الايجابي والتقدم نحو التنمية والتعمير؟

دوماً ما يلقي المواطن اللوم على الحكومات في تلبية كل احتياجاته ويرى أنه يُحتم عليها أن تقوم بدور المنقذ له.

لماذا ينجح العَالِم والخبير وحتى الموظف والعامل خارج السودان وقد حقق كثيراً منهم إبهاراً وإدهاشا؟

إذا سلمنا بمسألة ” الكسل ” كيف نجح الجيش السوداني بمختلف مكوناته وفصائله من قوات مشتركة وقوات خاصة ‘وإسناد شعبي والتحام كامل بين القوات المسلحة والشعب؛ في كسر شوكة العدو وهو مدجج بأعتى أنواع الأسلحة والدعم الدولي غير المحدود؟

تطورت دول كثيرة بعد حروب طاحنة وكان الإنسان فيها أساس الاهتمام و”بُنْية” التقدم فبنت على هذا الأساس مجداً تليداً وحكمت العالم؛ فاليابان وألمانيا والولايات المتحدة الامريكية وإسبانيا والصين خير مثال. وقريباً، وليس بعيداً تاريخاً وجغرافيا، نرى في رواندا النموذج الأجمل…!! فكيف السبيل؟؟!!

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *