اعداد:محمد احمد شبشة
حذّر العقيد المتقاعد بالجيش النيحيري توني نيام، العضو السابق في لجنة التحقيق الرئاسية في انتهاكات القوات الخاصة، من أن نيجيريا باتت تواجه مخاطر مشابهة لما جرى في السودان في عهد الرئيس السابق عمر البشير، مشيرًا إلى تكرار نمط عسكرة الحكم، وتوظيف الجماعات المسلحة لأغراض سياسية وعرقية.
وفي حديثه خلال ندوة أقيمت في جامعة بنين يوم الجمعة 17 مايو 2025، قال نيام إن السودان شهد إبادة جماعية بسبب اعتماد النظام على ميليشيات الجنجويد لقمع شعوب دارفور. وأضاف: “ما حدث في السودان بدأ من هنا – ميليشيات مسلحة استُخدمت ضد مجتمعات بأكملها، وهو ما نراه يتكرر في نيجيريا اليوم”.
وأشار نيام إلى تصاعد دور القوات شبه العسكرية في مناطق النزاع، متهمًا بعض القادة بدعم كيانات مسلحة خارج سيطرة الدولة. ولفت إلى أن انهيار المؤسسة العسكرية السودانية لم يكن سوى نتيجة حتمية لتسييس الجيش، وإخضاعه لسلطة رئاسية فوق المساءلة.
ودعا نيام إلى ضرورة إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية النيجيرية، وضمان خضوعها للرقابة المدنية، مشددًا على أن الولاء “يجب أن يكون للدستور والشعب، لا للفرد الحاكم”. كما انتقد الصمت الرسمي تجاه الانتهاكات، محذرًا من أن “الاستمرار في هذا المسار قد يؤدي إلى نتائج مروعة تهدد وحدة نيجيريا واستقرارها
ويندرج تحذير نيام ضمن موجة أوسع من القلق المتصاعد داخل نيجيريا بشأن تدهور الأوضاع الأمنية، وتغول السلطة التنفيذية على المؤسسات الأمنية والعسكرية. ويعكس هذا التشبيه بالسودان – البلد الذي تمزقه الحرب حاليًا – حجم المخاطر التي قد تواجهها نيجيريا إذا استمرت في تجاهل الدعوات إلى الإصلاح السياسي وبناء جيش وطني بعيد عن التجاذبات الطائفية والمصالح الضيقة.
About The Author
