كتبت :ناهد قرناص
ضجت الاوساط الفنية بالشقيقة مصر بنزاع بين اسرة فنان راحل معروف وبين اعلامية شهيرة كانت زوجته الثانية ..القصة تفاصيلها كثيرة ولا مجال لذكرها ..لكن ملخصها ان الاعلامية المشهورة قد اقامت دعوى تثبت فيها انها كانت زوجته حتى وفاته بينما ينكر ابناؤه هذا الامر ويقولون انها كانت طليقته .
والا اين قسيمة الزواج ؟ يقال ان الزواج كان رسميا لكنه طلقها وعندما اعادها الى عصمته اعادها بورقة زواج عرفي ..وهو (اي الزواج العرفي ) وان كانت السلطات المصرية تعترف به وتنسب الاطفال الى الزوج ..الا ان المتزوجة عرفيا لا مكان لها في الميراث ..(حسب الاحوال الشخصية المصرية ..طبعا نحن في السودان لا اعتراف اصلا بالزواج العرفي ..لأا نسب ولا ميراث ..قفل واحتفل).
المقدمة اعلاه ليست لاثارة الجدل حول الزواج العرفي وتبعاته ..لكنني وجدت نفسي افكر في حال تلك المتزوجة عرفيا ..وهي تعيش حياتها بكل ود واخلاص ..ومن ثم فجاة تكتشف انها كانت تعيش الوهم ..وانها في نهاية الامر (قبضت الريح) على حد قول الراحل وردي ..
لا ادري لماذا وجدت نفسي اقارن حال بلادي ..التي لم يتذكرها في القمة الخليجية ..وقد كنا نعقد الآمال ..ونمني النفس ان يحدث تدخل عاجل لنزع فتيل الازمة في السودان ..واذا بالسامر ينفض ..ولم يأت احد على ذكرنا ..حينها اكتشفت ان بيننا وبين تلك الدول (زواج عرفي ) ..اذ ربما يعترف بالنسب ..ولكن عند القسمة ..لا محل لنا من الاعراب…الطريف اننا جميعا ننتظر الحل ليأتي من الخارج ..وفي خلال ذلك الوقت ..نمارس القتال و(البل) ..ولا احد يتوقف لياخذ انفاسه وينظر حوله ليعرف ان الجميع مشغول بنفسه ولا وقت لديهم لنا او لغيرنا ..
السؤال الذي اتحمل مسؤوليته وحدي
من الذي شيطن كلمة (التفاوض والاتفاق ؟
التفاوض كان مرفوضا عندما كانت المليشيا تحتل البيوت والدوائر الحكومية ..لكن الامر تغير والحال كذلك واستطاعت القوات المسلحة السودانية ان تجبرهم على الانسحاب ..والخروج من المدن ..حتى ان الحرب تغيرت اساليبها وصارت المسيرات تهدد امن المدنيين وتضرب البنى التحتية والمطارات ..فاذا سالت من الخاسر ؟ سيكون المواطن البسيط بلا شك ..الذي يعاني الامرين ..(لا خدمات ولا حل يلوح في الأفق)
ما المانع في ان يطرح السيد الرئيس مبادرة لوقف اطلاق نار بشروط ومناقشة التطورات الجديدة في محاولة وقف نزيف دماء الشباب ؟؟ ما المانع ؟؟ .. الجنوح الى السلم ليس عيبا ولا نقصا خاصة اذا كنت في موقف المتفوق على الأرض ..بل اعتقد هذه هي اللحظة المناسبة.
ختاما قيل قديما (ما حك جلدك مثل ظفرك ..فتول انت جميع امرك )..