منصة قلب إفريقيا الإخبارية

الكاتب النيجري ادريس ايات .. من السودان جاءت البشرى

الكويت:قلب افريقيا

في صبيحة اليوم، الجمعة، المُوافق للحادي والعشرين من مارس، وعلى وقع التكبير والتهليل، استعاد الجيش السوداني السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم، الرمز الذي ظل مختطفًا لما يقارب العامين تحت قبضة ميليشيا الدعم السريع.

وفي بيان النصر؛ قال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله، قد عاد القصر “رمز سيادة وكرامة الأمة السودانية”، إلى أهله بعد ملحمة بطولية تُضاف إلى سجل المجد في محاور الخرطوم، حيث سُحقت شراذم الميليشيا في وسط العاصمة، من السوق العربي حتى مباني الوزارات، ودُمرت معداتهم، فيما استولى الجيش على كميات كبيرة من الأسلحة” وفقًا لبيانه.

قد قلتها يوم أمس، بأنّ السيطرة على القصر الجمهوري كانت مسألة وقت فقط بناءًا على معلومات أكيدة، وقراءةٍ حصيفة. لكن انهالت عليّ الهجوم، وقيل عن تحليلي إنه “عاطفي”، بل اتُّهِمتُ بالتدليس، استنادًا إلى مقاطع دعائية وبروباغندا نشرتها الميليشيا داخل القصر. لكنّي تعمّدت عدم الردّ على الهجوم، ليقيني أنّ أخبار النصر التي سأزّفها ستؤكد صوابية تحليلاتي، وأنّها ستكون أعظم ردّ.

ربما لا يعرف بعضكم، أنّني لست بصحفيٍّ يُطارد المشاهد، بل متخصص فى العلوم السياسية، ومحلل جيوسياسي يعرف متى تتغير ملامح المعركة. نعم، لست حياديًا في هذه الحرب، ولن أكون، لأن الحياد أمام جريمة بحجم دفن الناس أحياءً في ود النورة كما فعلت الميليشيا، هو انحيازٌ للقاتل، لا للمذبوح؛ الحياد أمام مجازر وصفتها حتى الأمم المتحدة بـ”الإبادة الجماعية”، جريمة أخلاقية في حد ذاتها.

أنا منحازٌ للشعب، للتراب، للوطن الذي ينزف، ولجيشه الذي، برغم العثرات، يظل الحصن الأخير أمام انهيار الدولة واختطافها من عصابةٍ مأجورة من دولة الإمارات. لكن مع انحيازي الأخلاقي؛ لن أختلق، وستجدون المصداقية دائمًا في مقدمة كل تحليلاتي. سأظلّ أنقل الحقيقة من موضع المؤمن بعدالة القضية التي يُدافع عنها.

واليوم، إذ يتحرر القصر، فإنها أكثر من معركة تُحسم.. إنها لحظة رمزية كُبرى، تُعلن أن الدولة لم تسقط، وأن الخرطوم، وإن نزفت، لا تنحني. أهنئ الشعب السوداني قبل جيشه، وأكررها كما قلتها مرارًا: السودان سيبقى شامخًا.. موحدًا…

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *