نيروبي :قلب افريقيا
قال البروفيسور باتريك لوخ أوتينو (بي إل أو) لومومبا، المحامي الكيني والناشط الإفريقي البارز المهتم بالوحدة الافريقية ، أن الاستقرار والازدهار في جنوب السودان سيظل بعيد المنال ما لم تتخلَّ النخب السياسية عن عقلية الاستحقاق التي تربط بين مشاركتها في النضال التحريري وحقها المطلق في السلطة.
وجاءت تصريحات لومومبا خلال خطاب افتراضي ألقاه أمام اجتماع الأديان في جنوب السودان، الذي عُقد في جوبا ، مشيرا إلى أن عدم الاستقرار المتكرر في جنوب السودان نابع من قناعة بعض القادة السياسيين والعسكريين بأن دورهم في حرب التحرير يمنحهم أحقية مستمرة في الحكم.
وقال إن على مناضلي التحرير أن يركزوا على بناء الأمة بدلاً من استخدام نضالهم السابق كذريعة للاستحواذ على السلطة ، مشددا على ضرورة أن يتحلى قادة جنوب السودان بروح التواضع والمسؤولية، داعياً إياهم إلى تجاوز مرحلة النضال من أجل الحرية والانتقال إلى مرحلة بناء الدولة وترسيخ السلام.
وقال: “لن يتحقق التغيير الحقيقي إذا استمر الناس في طرح السؤال: ‘أين كنت عندما كنا في الأدغال؟’، لأن التضحية من أجل الوطن الأم لا يجب أن تكون مبرراً دائماً للمطالبة بالسلطة.”
وتأتي تصريحات لومومبا في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات في ولاية أعالي النيل، وسط تقارير عن اشتباكات عنيفة واعتقال مسؤولين سياسيين وعسكريين في جوبا.
واختتم لومومبا خطابه بتوجيه رسالة قوية إلى قادة جنوب السودان، قائلاً:
“التغيير لن يأتي إلا عندما يلين أولئك الذين يتمتعون بشرف وامتياز خدمة جنوب السودان قلوبهم. عليهم أن يهاجروا من وضع القتال من أجل الحرية إلى بناء الأمة.”
وأكد أن تحقيق السلام في جنوب السودان يتطلب إرادة سياسية حقيقية، والتخلي عن الحسابات الضيقة لصالح مصلحة الشعب ومستقبل الدولة.