استضافت كيب تاون اليوم الخميس القمة الثامنة بين جنوب أفريقيا والاتحاد الأوروبي، لمناقشة تعزيز الشراكة الإستراتيجية بينهما، بعد 7 سنوات من جمود التعاون والتوترات الدبلوماسية، خاصة تلك المرتبطة بموقف جنوب أفريقيا من الحرب الروسية الأوكرانية. ولعل السياسات الأمريكية الجديدة قد تدفع الجانبين إلى بناء تحالفات أكثر موثوقية.
ظل الاتحاد الأوروبي شريكا اقتصاديا رئيسا لجنوب أفريقيا، التي تمده بالمعادن والمنتجات الزراعية، ويزودها بالتكنولوجيا المتقدمة والاستثمارات في قطاعات الطاقة والبنية التحتية.
رفض جنوب أفريقيا إدانة روسيا علناً كان أحد أسباب تأجيل القمة الأوروبية-الجنوب أفريقية. وربما اغتنم الاتحاد الأوروبية قمة اليوم لمحاولة إلى إقناع جنوب أفريقيا بضرورة اتخاذ موقف أكثر حزما تجاه روسيا، غير أن بريتوريا ما تزال متمسكة بتأكيد أن سياستها الخارجية تستند إلى “عدم الانحياز واحترام سيادة الدول”، وتعتبر الموقف الغربي “ازدواجية معايير”، خاصة مع استمرار دعم الغرب المطلق لإسرائيل.
ورغم الخلافات السياسية، ستسعى القمة الحالية إلى التركيز على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، مثل الطاقة المتجددة؛ حيث تسعى أوروبا إلى دعم جنوب افريقيا للتقليل من اعتمادها على الفحم، وفي مجال التكنولوجيا والرقمنة.
ستكون قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي، ودعم جهود حفظ السلام في أفريقيا، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، في قلب اجندة القمة.