جوبا:قلب افريقيا
دعا رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت إلى الهدوء بعد سلسلة من التوترات السياسية والأمنية المتصاعدة، بما في ذلك مقتل قائد كبير للجيش الشعبي في ناصر بولاية أعالي النيل.
ويأتي خطاب كير هذا بعد مقتل اللواء ماجور داك، قائد قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، وعدد من جنوده خلال عملية إجلاء للأمم المتحدة في ناصر صباح الجمعة. كما توفي أحد أفراد طاقم الأمم المتحدة في الحادث.
وأكد الرئيس سلفاكير الوفيات في خطاب وطني، قائلاً إن مروحية تابعة للأمم المتحدة تعرضت لإطلاق نار كثيف أثناء محاولتها نقل قوات قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان جواً في أعقاب اشتباكات بين القوات الحكومية وميليشيا الجيش الأبيض.
وربطت الحكومة الجيش الأبيض، وهي جماعة شبابية مسلحة تنحدر إلى حد كبير من جماعة النوير العرقية، بالقوات الموالية لنائب الرئيس الأول ريك مشار.
وقال الرئيس كير “توجهت طائرتان تابعتان للأمم المتحدة إلى ناصر لإجلاء الجنرال وضباطه، لكنهما تعرضتا لإطلاق نار كثيف.
وتابع لقد فقدنا الجنرال ماجور داك وجميع الضباط ونجا طيار واحد فقط، وتمكنت طائرة واحدة من الإقلاع لكنها تحطمت لاحقًا في ملكال، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب على متنها”.
وقد أدى الحادث إلى تفاقم التوترات في دولة لا تزال تتعافى من حرب أهلية استمرت خمس سنوات وانتهت في عام 2018.
وقاتل الجيش الأبيض جنبًا إلى جنب مع القوات الموالية لرياك مشار خلال الصراع، الذي وضع الفصائل المتنافسة ضد بعضها البعض وأسفر عن مقتل مئات الآلاف.
وتأتي عمليات القتل في ناصر في أعقاب اعتقال العديد من المسؤولين التابعين للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة مشار يوم الثلاثاء، بما في ذلك غابرييل دووب لام، نائب رئيس قوات الدفاع الشعبي ورئيس أركان جيش تحرير شعب السودان في المعارضة، بالإضافة إلى وزير البترول بوت كانج.
وقد أثارت الاعتقالات التي جرت في العاصمة جوبا مخاوف بشأن تفاقم الخلاف السياسي داخل حكومة الوحدة التي تشكلت بموجب اتفاق السلام لعام 2018. ولم يعلق الرئيس كير بعد على الاعتقالات.
وفي خطابه للشعب وتعليقه على الاحداث، حث الرئيس كير المواطنين على الهدوء وأكد التزامه بالسلام، متعهدا بعدم إعادة البلاد إلى الحرب.
وقال: “ستتعامل الحكومة التي أقودها مع هذه الأزمة. وسنظل ثابتين على طريق السلام. تعازيّ لأسر الجنرال ماجور داك ورجاله. لقد ماتوا في خدمة أمتنا. فلتستريح أرواحهم في سلام. أدعو إلى الهدوء في جميع أنحاء البلاد”.
وأثارت أعمال العنف والاضطرابات السياسية الأخيرة مخاوف من الانتكاسة المحتملة للصراع في أحدث دولة في العالم، والتي حصلت على استقلالها من السودان الدولة الام في عام 2011.
About The Author
