فريعابي محمد احمد
كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية
خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية
ما لان فرسان لنا بل فر جمع الغازية
(الخرطوم) الان تريد تعريف (تاريخها)، وتنزع من كتاب (القبح) أهم صفحة من (ميلادها).
الخرطوم، أيا ابناء الشموخ، أضحت ساعي بريد (للبشتنة)، حينما يغدو الخيال (دراجة) بلا (مهيرة)، والطرق (دقداق) لورثة (المهدى)…
الطريق اليها حالياً هو استسهال (للعدم)
فليس الألم في خاصرة الخرطوم (موهبة). إنه امتحانها.
(جغرافيا) الخرطوم، هذه اللحيظات، أضحت مرتعاً (للأوثان)، وأوشاب (فرعون).
كل شكر جميل، إلا من (اصابع) امتهنت (الموت)…
رثاء الخرطوم، هذه الهنيهات، هو مديح تأخر لأسباب (بروتوكولية)، بعد ان وطئتها (أقذر) أقدام خلدها التاريخ: أحذية (التتار) وهم يتثاءبون من (يقظة الإنسانية) وضمائر (المحبة).
(خيط) الخرطوم، هذه الأيام، (موشى) بالمدافع وجراثيم (الإبادة). فمن يعيدها الى(الأغصان)…؟؟؟
فالذئب يأكل من الغنم (القاصية).
لا تبكي!
ففي الوقت متسع لـ(عازة)
إحساس غامر منك يحمل (يافطة) مكتوب على جبينها:
أيها المك نمر، قم الى (تبروقة) النضال، فرياح الشتاء الان تكنس (الفرحة) من مآقي الأطفال وتعلمهم (مهارة) الرصاص…
الان، يحاول (الرضع) أن يخترعوا لهم (حليباً) من الظلام.
فليس (للغريب) حينها سوى (انتشال) سلام مفترض مع (البكاء)
لتأليف عادة يومية قوامها:
يا بلدي يا حبوب
ابو جلابية وتوب…
ذكرياتنا عن الخرطوم الان تعتمد على نفسها في (النمو)، لدفع نفقات الخلود، دون أن ترقى (الأوطان) إلي شرف (العبث)…
المناخ، على قميصها الان، (غبار) مكتظ بأسرار (الوجوم)، ومحشو بفوضى المفاجآت..
محرومة الخرطوم الان من نسيان (جرحها)
الخرطوم، أيا أحباب الكبرياء،
تضع (خيالها) جانباً وتسلم ذاتها لأغنية (لا تأتى)، لأنشودة تمدح (اللامعنى)، ولبصيرة أصابها (الرمد)..
الخرطوم، الان، (ممنوعة) من تذكر (غدها). فالحزن ساعات، ولكن الخوف لا (ينام)
الخرطوم.، أيا رعايا الثورة المهدية،
نخلة عاقر… ضجر فاجر… وتاريخ نسى موضع (السجدة)…
فنحن نحب الحياة، ونكره (ضميرها).
فكأن القناع الان هو اسم (للهوية)، حين تفيض الذكريات عن حاجة (العشب)، وتبصق (الأزهار) روائح (النجاسة).
نظرة الخرطوم الان الى نفسها (خطفتها) صواريخ (الإبادة) من قوم يعتليهم (الغبش)، وتفوح منهم (نتانة) الحقد… يرسمون على أيديهم (وشم) العقوق وافلام (الكارتون). ويعدون أشجار (المهوقنى) لموسم (القيامة)…
أيا أحفاد السؤدد،
الخرطوم الان (مافى)، حتى اشعار آخر…
لا تبكى!
ففي (الحزن) متسع (للرجاء)..
ويا جيش بلادي،
إقبض علي (المعول) وارسم علي جبين الأرض (عزة)…
قوموا الى (بعانخى)، يرحمكم الله…